- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
أهمية العلاقات الاقتصادیه مع الصین
بقلم: د. بلال الخليفة
ان للصين أهمية كبيرة في مجال الاقتصاد والسياسة فالعلاقة هي استراتيجية وخصوصا ان العالم متجهة نحو ظهور قطب عالمي ثاني بقيادة الصين وروسيا وخصوصا بعد ان قامت الصين بعدة خطوات منها انشاء بورصة شانغهاي للبترويوان بدل البترودولار وانها أيضا أسست البنك الصيني للاستثمار في البنى التحتية والذي من المخطط له ان يكون بدل عن البنك الدولي، وما الاحداث الروسية الأخيرة الا هي عملية تسريع في ظهور القطب الثاني، هذا من جهة ومن جهة أخرى ان الاقتصاد الصيني هو الأكبر عالميا وان الغلبة حتما ستكون من جانبه وبالتالي ان مصلحة العراق هي في الوقوف الى الجانب الرابح وكما ان التجارب مع الغرب هي تجارب مأساوية من احتلال وحصار ومؤامرات وبالمقابل ان التجارب مع الصين لم تكن سيئة بل ناجحة وان مشاريعها تكاد ان تكون بنصف السعر.
وحجم التبادل التجاري بين البلدين منذ بداية السنة بلغ 33,7 مليار دولار أمريكي بزيادة 2% عن السنة الماضية". هذا يضع العراق في صفوف الشركاء التجاريين المهمين للصين وخصوصا ان حجم الصادرات النفطية العراقية للصين تبلغ 60.12 مليون طن (16.1 بالمئة) في 2020 على أساس سنوي، ليظل البلد ثالث أكبر مورد نفط إلى الصين، بعد السعودية وروسيا.
ان العوامل المشتركة التي تربط الصين بالعراق كثيرة، منها
1 – عدم وجود تاريخ استعماري للصين وفي العراق بالخصوص
2 – ان الصين متجهة بالاتجاه القطاع الاقتصادي وهي لم تتدخل بالشأن السياسي، لذلك هي تمتلك صفة المقبولية الشعبية والحكومية.
3 – لا تمتلك تاريخ سيء بالشأن السياسي والديني فيما يخص أمور المسلمين واهمها قضية القدس.
4 – ناصرت العراق في كثير من القرارات الصادرة من مجلس الامن ومنها عدم التصويت لاجتياح العراق عام 2003.
5 – أسعار المشاريع منخفضة اذا ما قورنت بالأسعار الغربية وخصوصا الامريكية.
6 – بالإمكان تمويل المشاريع الضخمة بأقل الضمانات السيادية وذلك لامتلاكها السيولة المالية الكبيرة.
دخلت الصين بقوة بعد عام 2009 في عدة قطاعات، أهمها:
1 – القطاع النفطي حيث تعمل في العديد من الحقول النفطية ومنها حقل الرميلة العملاق حيث وتمتلك شركة البترول الوطنية الصينية بتروشاينا 46.4%، وهي المشغل لحقل الحلفاية الكبير ذي الاحتياطي النفطي الذي يزيد عن الأربعة مليار برميل وكذلك المشغل لحقلي الاحدب وحقول ميسان.
2 – قطاع الغاز مثل مشروع معالجة غاز الحلفاية الذي يعالج 300 مقمق يوميا وبكلفة أكثر من مليار دولار.
3 – في مجال تصفية البترول حيث أعلنت وزارة النفط العراقية في هذا العام، إحالة بناء مصفاة نفط الفاو جنوبي البلاد، على شركة (CNCEC) الصينية. وبطاقة 300 ألف برميل باليوم.
4 – في مجال الطاقة الكهربائية، حيث وقعت الحكومة العراقية، الأربعاء، اتفاقاً أولياً مع شركة "باورتشينا" الصينية، لإنشاء محطات طاقة شمسية بطاقة 2000 ميغاوات من الكهرباء وبكلفة مليار دولار.
ان المانع الوحيد للعلاقات العراقية الصينية هو الفيتو الأمريكي وهذا ظهر بصورة واضحة عندما ذهب رئيس الوزراء السابق السيد عادل عبد المهدي لعقد اتفاقية مع الصين حيث جن جنون الغرب وبالخصوص أمريكا وقامت بثورة ناعمة فيما يسمى بحراك تشرين لإسقاط حكومته.
أهمية الصين من ناحية النفط
تستهلك الصين من النفط الخام نحو 28.5 مليون برميل يوميا، اما حجم ما تستورده الصين التي تعد أكبر مستورد للخام في العالم 10.88 مليون برميل يوميًا، وبهذا تستهلك ما نسبته 16.4 % من الاستهلاك العالمي حسب إحصائية عام 2020، وهي تحتل بذلك المرتبة الثانية بعد أمريكا التي تستهلك 32.54 مليون برميل يوميا أي ما نسبته 18.7 % من الاستهلاك العالمي، اما المرتبة الثالثة فهي للهند وتكلمنا عنها في السابق.
في اب أغسطس من عام 2020، احتل العراق المركز الثاني، بعد روسيا ضمن قائمة أكبر مصدري الخام للصين، وتراجعت السعودية كإحدى أكبر دولتين تصدران الخام لبكين لأول مرة في عامين. حيث روسيا تصدر للصين في منتصف العام الماضي ما يصل الى، 7.38 مليون طن وهو يوازي 1.74 مليون برميل يوميا، في حين جاء العراق في المركز الثاني وبلغت صادراته للصين 5.79 مليون طن أي ما يساوي 1.36 مليون برميل يوميا. وبصورة اجمالية إن مجموع الصادرات النفطية العراقية للعام 2021 بلغ مليار و102 مليون و188 ألف برميل، بمعدل تصدير شهري بلغ 91 مليوناً و849 ألف برميل، وبمعدل يومي بلغ مليونين و962 ألف برميل. وان العراق يصدر ما يقارب من 70% من نفطه الخام إلى آسيا وخاصة الهند والصين عن طريق موانئ الخليج العربي، فيما يصدر البقية وعن طريق جيهان التركي الى اوربا وامريكا.
يحتل العراق المركز الثالث في العادة بحجم النفط المورد الى الصين، وإن إجمالي واردات الصين من النفط العراقي الخام خلال عام 2021 انخفض بنسبة 5.4٪ على أساس سنوي إلى 512.83 مليون طن متري قياسا بنفس الفترة من العام 2020.
إن الصادرات النفطية العراقية إلى الصين بلغت أكثر من 54.07 مليون طن متري بما يعادل (383.897 مليون برميل) وتعادل (31.991 مليون برميل شهريا) خلال عام 2021 وبنسبة انخفاض بلغت 10.1 بالمئة مقارنة بعام 2020 التي بلغت هذه الصادرات 60.11 طن متري أو ما يعادل 426.781 مليون برميل ما يعادل 35.565 مليون برميل شهريا.
ولعام 2021، احتفظت السعودية جاءت بالمرتبة الأولى كأكبر مصدر للنفط إلى الصين خلال عام 2021 بصادرات بلغت 621 مليون برميل تليها روسيا ثانيا ومن ثم العراق ثالثا وعمان رابعا وأنغولا خامسا.
ما هو الواجب علی الحکومة العراقیة فی شان العلاقات مع الصین
ان اهم الخطوات التي على الحكومة اتخاذها في سبيل تط\وير العلاقات العراقية الصينية هي:
1 – الموانئ، كان المفروض ان يتم إحالة ميناء الفاو الكبير الى الشركة الصينية لان العطاء الخاص بها كان أفضل من الشركة الكورية ولأنه اعتمد أيضا على التمويل الصيني لا تمويل من الحكومة العراقية ومن الموازنة العامة الاتحادية كما في الشركة الكورية.
2 – في مجال الصناعة، مثل تأهيل المعامل المتوقفة وبناء معامل جديدة وخصوصا ان السوق العراقي سوق واعد لكثير من السلع.
3 – البنى التحتية، مثل الطرق والجسور والمجاري وغيرها.
4 – في مجال الإسكان، خصوصا ان العراق يعاني من ازمة سكن خانقة.
5 – الحصول على عضوية البنك الاسيوي وايداع الفائض المالي فيه بدل شراء سندات أمريكية او زيادة الاحتياط المالي من العملة الصعبة بالدولار وكذلك لان البنك الاسيوي يعطي قروض كبيرة اضعاف ما يعطيه البنك الدولي مقابل شروط وفوائد اقل واخف وسهله.
6 – تقديم طلب للانضمام لدول البريكس.
7 – تقديم طلب لعضوية مؤتمر شانغهاي ولو بصفة مراقب.
الخلاصة
ان العراق للأسف تخلف عن استغلال الظروف العالمية والتغير الكبير الذي يحصل الان وهو ولادة القطب الشرقي الثاني للعالم وان علية ان يبني علاقات متوازنة مع الطرفين كمرحلة أولى وان يستغل ارتفاع أسعار النفط في تأسيس اقتصاد متنوع لا فردي بالاعتماد على الخبرات الصينية والروسية مع حفظ التوازن مع الغرب باقل حد وللفترة الحالية كي تتجنب الحكومة أي مؤامرة تقوم بها أمريكا.