بقلم أمير الموسوي
نتفاجأ في حياتنا اليومية بتصرفات صادرة من البعض مختلفة تماما عن ما هو عليه في مواقع التواصل الاجتماعي بدءا من طرح الافكار والافعال المنافية للواقع اضافة الى طريقة التعامل مع الاصدقاء عندما يكون خلف الكيبورد وغيرها من امور عدة لست بصدد احصائها بهذا المقال الموجز . وبإيضاح أكثر إن وسائل التواصل صنعت من البعض اشخاصا آخرين عند جلوسهم خلف هواتفهم يتخفون خلف ثوب التقمص متسترين بالمبادئ، فحينما تطلع على منشوراتهم في الفيس بوك او تويتر ..., تراها تحث على حسن التعامل مع الناس والتحلي بصفات اهل البيت "عليهم السلام" وتجاوز الاساءة والحث على الدقة في العمل والالتزام والمثابرة في الدراسة والانصاف والمساواة، أي ان هؤلاء يدعون الى المثالية بحرفية عالية الا انهم في الحقيقة مصداق لذلك الانسان المتهجم على الناس والمتعصب بفعل أي كلمة تقال بحقهِ والمتقاعس في عمله والكسول في دراسته والذي يزاول عمله دون اتقان وحرص مستفيدا من المحسوبية وعدم الانصاف السائد للأسف. وانا اتحرى عن هذا موضوع لفت انتباهي اقتباس من تصريح الأستاذ الدكتور حسين عليوي ناصر الزيادي من جامعة ذي قار الذي يوكد ما اعنيه قائلاً ، "من المظاهر التي شاع وجودها عبر وسائل التواصل، وجود الشخصية المزدوجة، وهي شخصية وليدة التناقض بين مشاعر الشخص وسلوكه، لأن المشاعر بطبيعتها حرة طليقة لا يقيدها شيء، بينما السلوك من الممكن ضبطه وتقييده بالعادات والنظم والاعراف الاجتماعية". فيما لأَحَ أن الحداثة الحاصلة اظهرت المعدن الحقيقي للإنسان ان كان سلبيا او ايجابيا بعيدا عن التصنع والتقمص حتى يقال بتعجب "معقولة هذا فلان الي اشوفه كل يوم" فيما اعطت الحداثة انطباعا عن تناقض الانسان اذ يدل على ان واقعه في الحياة اليومية ينافي ما هو عليه في الواقع الافتراضي . ويرى الكثير ان هذه التصرفات ماهي الا امر طبيعي، ويبرر هذه الافعال بانها طموح يرغب الوصول اليه في الواقع، ومن خلال هذه الحيثيات على مواقع التواصل يهدف الشخص الى التحسن والتطور في الانطباعات الواقعية التي نعيشها والبعض الاخر يرى أن من المهم القيام بهكذا تصرفات لتغيير الروتين السلبي المعتاد عليه في الحياة اليومية و بهدف صناعة شخص ايجابي بمرور الزمن . و يخمن الخبير في إدارة صفحات مواقع التواصل الاجتماعي محمد نعيم بقولهِ ان مواقع التواصل أصبحت تكشف عن شخصيات متعددة لبعض الأشخاص أضافة الى أن سلوكيات البعض في حياتهم اليومية تختلف عن أفكارهم ونقاشاتهم على مواقع التواصل، بهدف اظهار شخصياتهم بشكل مختلف عن الواقع، وبالتالي تحقيق مآرب في ذلك . فمن وجهة نظري أقول أن من العقل و الحكمة ان نتزين بحسن الأخلاق و أن نُجمل حضورنا في الواقع والمواقع بقدر الامكان بعيدا عن التقمص والتزييف لصناعة ذكرى طيبة وجميلة بقلوب كل الاصدقاء والاحبة دون تمييز لان الأثر الطيب يبقى راسخا في قلوب الجميع . المصادر 1- جريدة الرأي الالكترونية. 2-مواقع الكترونية اخرى.
أقرأ ايضاً
- سُلطة الواقع والجدوى المتحققة فيه
- العراق والتغير المناخي.. بين الهوس الإعلامي والواقع - الجزء الاول
- زيدان يتحدث عن مسؤولية تاريخية تنتظر مجلس النواب: تعديل الدستور ضرورة يفرضها الواقع السياسي