بقلم: عمـار سـاطع
مع أيّام المونديال الكروي الجارية احداثها في دولة قطر، فإنه يفترض أن يكون هناك تدوين لكلّ ما من شأنه يتعلّق بالدروس التي يجب التعلّم منها والأخذ بابسط الهوامش الحاصلة في مباريات من هكذا قبيل، القليل منها يعطينا ما لم نحصل عليه من جرعات مجانيّة لكلّ ما من شأنه يصبُّ في صالح التفهّم الحاصل في عالم المستديرة.
شاءت الصدف وتناغمت التوقّعات حول مصير البعض من المنتخبات التي تأهّلت الى الدور 16، وتبدّدت احلام البعض من الباحثين عن عناصر المفاجأة التي يجب أن يكون لها أدوراً في بعض المفاصل، وحجماً يستحقُّ الاحترام من قبل أولئك الذين يؤمنون بلغة الصدمة والمواجهة.
عن نفسي.. فإن منتخبات مثل هولندا وألمانيا وانكلترا وإسبانيا والبرازيل والأرجنتين وفرنسا والبرتغال والمكسيك وحتى إيطاليا (الغائبة) عن الأضواء، تمتلك الشخصيّة التي تفرض نفسها لنيل لقب أي بطولة كرويّة، كونها تُعدُّ مدارس فعليّة في التخطيط والصناعة، وتُسهم في كيفيّة نقل إراداتهِا بإدارتها زمام كلّ مفصل من المفاصِل وصلاً الى مبتغاها.
وبرغم أن ذلك لا يعني أبداً هذه المنتخبات دائماً ما تتسيّد القمم، لكنها تواظب على الحضور الفعّال وتحتفظ بـ "كاريزما" يمكن لها أن تقول كلمتها الفصل في المشاركات والمنافسات، مع التفاوت التي قد يُبعد هذا المنتخب أو ذاك عن الاستحقاق النهائي في معترك البطولات، لكن ذلك يعني أبداً أن فرص تهميش هذه المنتخبات سيكون مطلقاً.
أبرز ما يمكن ذكره في أيام المونديال الكروي، هو أن تحضيرات أربعة أعوام وربما أكثر من السنوات الأربع، ترتبط بفكرة اللعب لـ 270 دقيقة هو مجموع دقائق المباريات الثلاث التي يلعبها كل منتخب، ومن هنا تبدأ حكاية كيفيّة التخطيط والتهيئة والتحضير ومن ثم البناء والاختيار والانتقاء، وصولاً الى فترة التأقلم والضغط والتجريب وأخيراً الانتهاء بالمواجهات الرسمية.
دورة مهمّة بحاجة الى قيادات تؤمن بأن سلاح الإرادة يجب أن يكون من ضمن أوليات العمل، ومن ثم التفكير اختيار الاستراتيجية التي ستكون المدار الأهم في التحرّك وصولاً الى محطّة خوض المباريات التي ستكون الإدارة الفعّالة التي تعطينا زخماً واضحاً، شريطة عدم إهمال عامل الانسجام الذي يتم بناء المنتخب وفقاً لرؤية المدرب وطاقمه الفني المساعد.
دروس المونديال، تتجاوز حدود الإرادة والتحدّي والصبر والتزام وانضباط والتريّث والاختيار واتخاذ القرار، هذا الى جانب العامل البناء النفسي الإيجابي والفعّال، في مواجهة خصوم ومنافسين أقوى وأفضل من كل النواحي، مثلما حدث من مفاجأة ربما لن تتكرّر بسهولة.
أقرأ ايضاً
- العراق في المونديال.. الحلم المشروع
- أَنَا وَمِنْ بَعْدِي اَلطُّوفَانِ
- المقاطعة مِن أجل غزة.. تسونامي يزحف باتجاه الشركات الغربية