بقلم: عمـار سـاطع
شهر كامل من البحث عن كلّ شيء جديد يرتبط بميدان كرة القدم، تختصره أحداث منافسات كأس العالم 22 الجارية في ملاعب دولة قطر الشقيقة.
شهر كامل، تجعل الجميع أمام حقيقة التغييرات التي أصابت جسد اللعبة الشعبية الأولى، فنيّاً وتحكيميّاً وإداريّاً وحتى تنظيميّاً، بل وحتى من جوانب أخرى تتعلّق بالتغطيات الإعلامية والنقّل والإخراج التلفزيوني.
شهر كامل سنكون أمام شاشة تُفعل أدوار المدرّبين وتكتيكاتهم وطرق اللعب الأحدث، وأمام قرارات تحكيميّة ستجدُ من يُساندها ويدعمها من خلال التقنيّات الحديثة والكاميرات الآلية المُستخدمة.
نعم.. كلّ ذلك وأكثر منها ستكون حصّتها في شهر المونديال..ما يعني أنه من المهمّ جداً أن يكون مونديال 2022 فُرصة مهمّة لمتابعتها من قبل العاملين في الوسط الكروي بكلّ مسمّياتهم، أو حتى أولئك الفاعلين المُرتبطين بِميدان كرة القدم من أجل كسب كلّ ما هو جديد للارتقاء بواقع اللعبة حسب العمل والاختصاص.
التفاعل الأهم هو أن تكون هناك جردة حساب تُحصي كلَّ ما من شأنهِ يُضمن حقّ كتابة ملاحظات إيجابيّة ودراستها بالطريقة التي يتم استغلالها وتحقيق السقف الأعلى وقعاً أو الوصول الى الطموحات التي يُمكن تكون نقطة انطلاق بإتجاه الهدف الأهم وهو التطوير وإيجاد حلول للمشاكل والعراقيل.
في تصوّري الشخصي.. يجب أن تكون هناك إرادة حقيقيّة تفرض على المختصّين تشكيل فرق عمل من إداريين ومدرّبين ولاعبين سابقين وحُكّام وصحفيين من أجل البدء بكتابة كلّ ما يتم مشاهدته عبر الشاشة الصغيرة التي تنقل الأحداث بأحدث وأفضل التقنيّات وتضع المشاهدين في قلب الحدث.
نعم.. من المهم أن يتم تشخيص الحالات الحاصلة وتثبيت كلّ ما من شأنه أن يضاعف الجهود المبذولة من أجل القضاء على حالات سلبيّة تحدث هنا أو هناك وتؤكّد على تفعيل فرص إقامة دورات تطويريّة أو ورش عمل للدفع بالأجيال الجديدة لتأخذ مكانتها ودورها بعد سنوات، وفقاً لمبدأ التطعيم أو التدوير أو الزجِّ أو إيجاد الكفاءات الجديدة.
أعتقد أن فرصة وضع مقعد أمام الشاشة الصغيرة وتسجيل حلقات مفصّلة عن كل جزء أو جزئيّة حاصلة، سيكون لها وقع كبير في الفترة التي تلي مونديال قطر، لأنها فترة يجب استغلالها أو استثمارها بصورة صحيحة جداَ نظراً لأهميّة البطولة أولاً وحجمها ثانياً والدعم المُقدّم ثالثاً والأرقام التي وصلتها رابعاً.
إننا نقف اليوم على حقيقة ما وصلت إليه دولة قطر من تفوّق حاصل واِرتقاء فاصِل بينها وبين كلّ نُسخ المسابقة العالميّة الكرويّة الأولى، وعلينا أن نخطو باتجاه ما وُضِع من بين أولويّات تضييف البطولات وكيفيّة إنجاح هكذا محافل ومُلتقيات رياضيّة جامِعة، لأننا ببساطة يجب أن نفهم جيّداً أن التفوّق لن يأتي إلا بالتخطيط وأن الصحّ في كل ذلك هو أن تبقى الطموحات تُجدِّد نفسها وتطوّرها دون أن يكون لليأس مكاناً في كلّ ذلك.
كأس العالم فرصة مهمّة لِمَن يرغب في التحديث الذي أصاب الاستراتيجيّات أو أولئك الداعمين اللوجستيين، لأن البطولات لم تعد مباريات فقط، إنما أصبحت تهذيب للفكر وتحصين من الخلل وتمكين للخطوة وإجادة في الاختيار وإنهاء للخطأ وتعامل مميّز.. عبر تشغيل منظومة متكاملة من كلّ القطّاعات ومن مختلف الاختصاصات.
أقرأ ايضاً
- العراق في المونديال.. الحلم المشروع
- لماذا تصمت الحكومة أمام عقود أندية دوري "لاليغا" ؟
- التقارب السعودي الإيراني.. أمامه سجادة حمراء!