حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم
القاعدة الجماهيرية لها دورها في نجاح اية حركة عندما تكون على مستوى عال من الوعي في كل ما يامر به القائد ، اما الانتقاء في التنفيذ ببعض وترك الاخر فهذا يعني ان الجماهير لازالت دون المسؤولية . شواهد التاريخ على نجاح او فشل الحركات كثيرة ، تورة التنباك التي افتى بها السيد الشيرازي كان الدور الفاعل للجماهير الايرانية بالدرجة الاولى فعندما يلتزم العاملون في البلاط الملكي ويرفضون استخدام التنباك ويكسرون الالات التي يتناولون فيها التنباك بخلاف ما يامرهم الشاه او ذوي الشاه فالنتيجة مؤكدا تاتي بثمارها . وعندما تتفرق الجماهير بين التخاذل والتراجع فان النتائج تكون كارثية ومنها حرب الانكليز بداية القرن العشرين وحتى ثورة العشرين وان كان قرارها صائب الا ان ثمارها لم تقطف بل قطفها غيرهم وقام الانكليز بترحيل مراجع الشيعة فقط الى ايران ولم تفعل شيئا الجماهير وهذا جعل الانكليز يتطاولون علينا بل قاموا بتنصيب كليدار الحضرة القادرية رئيسا للوزراء . ولو فرضنا على نحو الجدل ان السيد السيستاني كان له راي ببعض الشعائر الحسينية صراحة وحسب ما تقتضيه المرحلة الان فهل سيلتزم بها القوم ؟ انا اشك من خلال المعطيات بل حتى قد تصدر كلمات وتصرفات لا تليق بنا كاتباع اهل البيت عليهم السلام بالرغم من ان السيد عندما قرا ما كتبه عبد العظيم البحراني عن التطبير من قصة اختلقها ونسبها للسيد بان السيد قال للبحرانيين طبروا واشار الى رقبته وخطيتكم بهذه الرقبة بل حتى ولده يطبر فاصدر السيد بيان تكذيب وعاجل وارسله الى مكتب البحراني وهذا يدل على خطورة الادعاء لما بترتب عليه من اثر . النتيجة العقلية وبحكم التجاذبات بخصوص بعض الشعائر فالذي لا يقدم عليها من المؤكد ان الله عز وجل لا يحاسبه ولكن بالنسبة لمن يقدم على بعضها ذات الاشكالات فهل يضمن عدم محاسبته من قبل الله عز وجل ؟ وانا اضمن لو يلتزم القوم بما يصدر عن السيد بخصوص بعض الشعائر وبشكل صريح والتزم بها المقلدون فانه يستطيع ان يطرد الطبقة السياسية الفاسدة بين ليلة وضحاها بفضل التزام المقلدين . غاندي عقائديا وعلميا ليس بافضل من مراجعنا ولكن بفضل وعي الشعب الهندي الخليط من الاديان والشرك استطاعوا طرد الاحتلال الانكليزي من بلدهم بفضل التزامهم بتعليمات غاندي السلمية . الامام علي وولديه عليهم السلام لو كانت لهم جماهيرية تلتزم باوامرهم ما كانت الخلافة تخرج عن بيتهم فالامام علي عليه السلام لم يناصره احد والامام الحسن عليه السلام غدروا به في صفين والحسين عليه السلام انسحبت جماهيريته ، فالجماهير معول عليهم في نجاح النهضة . ثورة السيد الخميني نجحت بفضل تفاعل والتزام الجماهير معه ، وطننا تحرر بفضل الالتزام بفتوى الجهاد الكفائي من قبل الجماهير التي اتت ثمارها ، يبقى الجماهير هم الاداة الفعالة في نجاح اية حركة او تنفيذ اي حكم الغاية ليست استهداف واقعة الطف بقدر الحفاظ على مكاسبها وحتى الحزن على سيد الشهداء عليه السلام فانا العبد الفقير ارى بانه واجب علي والكثير بنفس الراي ولكن كيف يكون الحزن ؟ لا اقول يجب ان نحي مبادئ الحسين عليه السلام بل ان الحزن مشاعر لابد منها تتعاطف مع ماجرى على سيد الشهداء وعياله في هذه الايام ولم يتفاعل بني امية ومن على شاكلتهم مع هذه المصيبة العظيمة في وقتها ، نعم كل عام في محرم لابد من احياء مشاعر الحزن على سيد الشهداء عليه السلام. واما ما لا يتفق مع الاسلام حسب وجهة نظر شريحة من العلماء والمفكرين وحتى الاتباع فارى العلاج ليس بالمنع والتشهير في هذه الشعيرة او تلك بل اقامة شعائر الحزن باسلوب حضاري يتفاعل معه الناس مثلما تفاعلوا مع بعض هذه الشعائر التي يراها بعض مراجعنا انها توهن المذهب .
أقرأ ايضاً
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- خارطة طريق السيد السيستاني