شعبة صغيرة بهيكليتها وكبيرة بعطائها فيها خمس منتسبين يعملون في غرفة ضيقة يبذلون يوميا جهودا متواصلة ليترجموا توجيهات وأوامر المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي الى واقع يشفي جراح المرضى وينهي آلآمهم وأنينهم ويسعف آخرين يبحثون عن الدواء بعدما عجزت امكانياتهم عن تسديده، ويسد رمق كثير من المتعففين بمساعدات مالية، وخلال ستة اشهر فقط تمكنت تلك الشعبة من علاج وتوفير دواء وسد حاجة محتاجين بمبالغ وصلت الى ارقام كبيرة.

عن شعبة الخدمات الطبية والمتابعة احدى شعب هيئة الصحة والتعليم الطبي التابعة للعتبة الحسينية المقدسة يتحدث مسؤولها عباس الشوك لوكالة نون الخبرية بقوله ان " الشعبة تعنى بمساعدة الفقراء والمحتاجين وتلبية توجيهات واوامر المتولي الشرعي للعتبة الحسينية الشيخ عبد المهدي الكربلائي التي تصدر يوميا تقريبا اثناء جلوسه بعد صلاتي الظهرين والعشائين لتلبيته طلبات المئات من المحتاجين والفقراء، وتختص الشعبة تحديدا بمرضى الامراض المزمنة والعمليات الجراحية وغير الجراحية"، مشيرا الى ان "احد انواع مهام الشعبة هو تجهيز الدواء للمرضى بطريقتين منها ان العتبة تتسلم كميات من الدواء من اشخاص متبرعين فيجهز بها المحتاجون واخرى من الادوية التي لا تتوفر لدينا فنجمع يوميا عشرات الطلبات وتدقق ثم تشترى للمرضى وتتحمل تكاليفها العتبة المقدسة، وتصل مبالغ الوصفات الطبية المجهزة للمرضى الى اكثر (400) الف دينار يوميا، ووصل مجموع المبالغ التي سددتها العتبة المقدسة لاجور العلاج خلال النصف الاول من العام الجاري 2022 اي خلال ستة اشهر الى (63) مليون و(258) الف دينار، فيما بلغت تكاليف صرف العلاج في العام الماضي 2021 حوالي تسعة وتسعون مليون و(371) الف ومعها (2400) الف دولار ، وكذلك تسدد مبالغ التحليلات المختبرية كليا او جزء منها، وترسل جزء منها الى مختبرات اهلية تتعاون مع العتبة المقدسة وتخفض التكاليف للمرضى او نرسلهم الى مختبرات المستشفيات الحكومية وتجرى الفحوصات لهم مجانا".

واضاف الشوك ان " المهمة الثانية هي احالة المرضى الى المستشفيات والتي اصبحت الان يسيرة بفضل توفر عدد من المستشفيات التابعة للعتبة الحسينية المقدسة مثل مستشفيات زين العابدين العام ومستشفى سفير الامام الحسين (عليه السلام) ومؤسسة وراث الدولية لعلاج الاورام ومركز السيدة زينب الجراحي التخصصي لعلاج العيون، بعد ان كانت العتبة المقدسة ترسلهم الى خارج العراق لمستشفيات في تركيا والهند وايران وتتحمل مبالغ كبيرة، وبعد هامش المتولي الشرعي بالموافقة على طلب علاج المريض نتعرف على احتياجه ونرسله الى المستشفى المختص لعلاجه، ونرفق معها بيان كلفة العلاج ويحصل المريض اما على تحمل العتبة المقدسة كامل المبلغ او نصفه او ثلث حسب حالته المادية، ووصل عدد حالات الاحالة خلال النصف الاول من العام الجاري الى (1039) احالة بينما بلغت في العام الماضي (834) احالة".

واوضح مسؤول الشعبة ان " هناك اطباء محليون يتعاونون مع العتبة المقدسة ويستقبلون احالات لعدد من المرضى ليعالجوهم مجانا، كما لدينا اتفاقات مع عدد من المستشفيات في خارج العراق مثل مستشفى بصيص للعيون في ايران الذي يخفض مبلغ (30%) من اجور العمليات للمرضى الذين ترسلهم العتبة المقدسة ومستشفى في لبنان كذلك، وايضا لدينا اتفاقات مع مستشفيات بغداد مثل مدينة الطب والواسطي التي تعالج حالات مرضية لا تتوفر لها مستشفيات في كربلاء مثل الحروق الشديدة وغيرها من الامراض، حيث بلغ عدد الكتب المرسلة للمستفيات للحالات المرضية خلال النصف الاول من هذا العام (2140) كتاب رسمي، وبلغت مبالغ العلاج خلال هذه الاشهر الستة مليار و(749) مليون و(493) الف دينار عراقي و(600) دولار اميركي وهي حصيلة تعتبر مرتفعة عن العام الماضي بل قد تصل الى ضعفها، حيث بلغت صرفيات العلاج بمختلف انواعه في العام الماضي 2021 نحو مليار و( 483) مليون و (330) الف دينار".

 وكشف عن "جهود اخرى لمنتسبي الشعبة تتمثل في ايجاد العلاج لحالات مرضية نادرة جدا حيث تمكنوا من توفير العلاج قبل مدة لطفلين من اهالي المسيب اصيب بمتلازمة ( كوشنر) التي يصاب بها شخص واحد من بين كل مئة مليون شخص في العالم وقد اتفقنا مع طبيب اهلي مختص تطوع للتواصل مع احدى المنظمات العالمية المختصة بعلاج المصابين بهذه المتلازمة وبعد ستة اشهر من التواصل تمكنا من توفير العلاج لهم مجانا ووصلت منه كميات كبيرة تكفيهم لسنين عدة وكانت كلفة العلاج تصل الى (250) الف دولار اميركي، كما تصلنا بين الحين والآخر مساعدات تكون عبارة عن كميات من الدواء فنرسلها الى المستشفيات المختصة لصرفها للمحتاجين، وكثيرا ما يوصي المتولي الشرعي للعبة الحسينية المقدسة بتحمل تكاليف علاج قد تستمر في مستشفيات العتبة الحسينية

المقدسة لفترات طويلة وتزداد كلف علاجها لعائلات فقيرة تصل كلف علاج مرضاها الى (20 ــ 25) مليون دينار".

قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة

تصوير ــ عمار الخالدي - علي فتح الله