تتكفل وحدة حل النزاعات في شعبة الشؤون الاجتماعية العائدة الى قسم الشؤون الاجتماعية بالتصدي لحل نزاعات وخصومات كثيرة وكبيرة يصل بعضها الى ارتكاب جرائم القتل، ونجحت في اخماد نيران المشاكل بين ابناء المجتمع الكربلائي، وفي نفس الوقت تتصدى وحدة الدورات الفقهية التابعة لنفس الشعبة بتحصين خدام الامام الحسين (عليه السلام) عبر دورات مكثفة فقهية وعقائدية واخلاقية تقيمها على مدار السنة تجعلهم يعكسون الصورة الحقيقية لمن ينتسب للعمل في العتبة الحسينية المقدسة.

ويبين مسؤول شعبة الشؤون الاجتماعية احدى شعب قسم الشؤون الدينية التابع للعتبة الحسينية المقدسة السيد علي عارف لوكالة نون الخبرية بقوله "اسست الشعبة اوائل العام 2005 وتتكون من ثلاث وحدات منها وحدة حل النزاعات التي تتكفل بحل اية نزاعات تحصل بين افراد المجتمع سواء بين شركاء او اصحاب مواريث او نزاعات عشائرية او نزاعات اسرية بعد لجوئهم الى الشعبة او تبليغنا من قبل بعض الاشخاص الحريصين على عدم تطور تلك النزاعات الى ما لا يحمد عقباه،  وكثيرا ما يحل النزاع ويرضى بحله المتخاصمون لاننا نخرج ببركة الإمام الحسين (عليه السلام) وهو امر له الاثر والوقع الكبير في نفوس اصحاب النزاع، وتكفلت الوحدة بحل النزاعات داخل محافظة كربلاء لان هناك شعبة التبليغ الديني تتكفل بحل النزاعات التي تحصل خارج المحافظة".

واوضح ان " الوحدة تقوم بحل اكثر من مئة نزاع سنويا وبعضها تحل آنيا بحضور المتنازعون لاننا نشترط بالحل حضور الاطراف واذا توصلنا الى حل فانتهت الخصومة واذا لم نتوصل نعطي الحكم الشرعي في هذه الخصومة، وفي بعض الاحيان تكون المسألة صعبة ومعقدة وتحتاج الى رأي مرجع ديني فندون اقوال الطرفين ويوقعون على اقوالهم وترفع الى مكتب المرجع الديني الاعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني ونتتظر الاجابة عند ورودها نسلمهم الجواب الشرعي لانهم عند مجيئهم لحل الخصومة نأخذ عليهم تعهدا بالالتزام بالحكم الشرعي سواء اكان بصالح المتنازع ام في غير صالحه، وعدم ترك الامر على الرغبات الشخصية في الحلول"، لافتا الى ان "هناك نزاعات خطرة وفيها حوادث قتل وعلى سبيل المثال ورد لنا نزاع قبل شهر من منطقة الحسينية وكان النزاع مستمرا منذ اربع سنوات وفيه حادثة قتل ودماء وببركة ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) وتدخل مجموعة من المشايخ من اعضاء الوحدة وعدد من الوجهاء تمكنا من حل النزاع والصلح بين الطرفين".

ويتابع عارف بالقول "اما الوحدة الثانية فهي وحدة الدورات الفقهية التي تقوم منذ العام 2007 بتنظيم دورات فقهية لمنتسبي العتبة الحسينية المقدسة وهي محط اهتمام وعناية المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي الذي يحرص على تكريم ومكافئة الفائزين في هذه الدورات، والتي تتضمن دروس فقهية واخلاقية وعقائدية والتركيز كثيرا على المسائل الاخلاقية المهمة التي تفيد خادم الامام الحسين (عليه السلام) وكيف يستطيع تقديم الخدمة لملايين الزائرين بما يليق بهذا المكان المقدس وكرامة زائر الامام الحسين (عليه السلام) ونركز على الامور الفقهية والعقائدية الابتلائية لان في كل مدة من الزمن تطفوا على السطح عدد من الشبهات العقائدية، ولتحصين المنتسب من هذه الشبهات مثل شبهات التوحيد او التقليد او اية شبهة اخرى، كما نركز على الامور الابتلائية التي يبتلى بها خادم الامام الحسين (عليه السلام) والغرض من هذه الدورات هو تقديم الخدمات بشكل متكامل وتقليل الاخطاء والتوعية الاخلاقية والفقهية والعقائدية تقلل من الوقوع في الخطأ".

 واشار الى ان "الامر المهم ان خادم الامام الحسين (عليه السلام) يستحق ان يحصل على الوعي والمعرفة كما حصل على الاجر والثواب من هذه الخدمة، ولكونه يتعرض الى كثير من المواقف الصعبة والاستفزازات ليكون على من مستوى من المعرفة الفقهية والاخلاقية والعقائدية بما يجعله يتصرف بافضل ما يكون، وفي كل عام ننظم خمس دورات ولمدة شهرين لكل دورة وتكون خارج العطل وعلى مدى خمس ايام اسبوعيا وبثلاث وجبات صباحية ومسائية وليلية وبدروس تستمر لساعتين لكل وجبة لكي لا يتقاطع وقتها مع دوام المنتسبين، ويخضع المنتضمون في الدورات الى امتحان شامل واختبار عملي في المواضيع التي تحتاج الى اختبار عملي مثل الوضوء والصلاة وقراءة القرآن والتيمم، وعدد المشاركين في كل دورة تتراوح بين (150 ــ 170) منتسب حسب ترشيحات الاقسام المعنية وحسب واجباتها اليومية حيث حدد الترشيح بنسبة عشرة بالمئة من ملاك كل قسم، اما الملاك النسوي فهناك شعبة التبيلغ النسوي تتكفل باقامة دورات مشابهة لنفس الغرض".

قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة

تصوير ــ علي فتح الله