- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
حين يتم الإقتداء بالمرحوم الشيخ الوائلي.
بقلم:حسن كاظم الفتال
نلاحظ أحيانا حين تجرى بعض اللقاءات أو الحوارات مع قسم من الخطباء فيوجه المُحاوِرُ سؤالا فحواه : من هو أستاذك أو مثلك الأعلى في الخطابة ؟ فسرعان ما يكون الجواب لبعض منهم : المرحوم الشيخ أحمد الوائلي ! .وهنالك من حاول أن يقلد الوائلي بالصوت أو بالحركات . أذكر أن ذات موسم حسيني معين في سبعينات القرن الماضي ذهب جماعة من إحدى الهيئات الحسينية من كبار مقيمي المجالس في كربلاء المقدسة إلى مدينة النجف الأشرف لمقابلة الخطيب المرحوم الشيخ أحمد الوائلي راغبين أن يحيي في هيئتهم مجلسا حسينيا بمناسبة استشهاد أحد الأئمة المعصومين عليهم السلام . وعند مقابلته والطلب بإلقاء محاضرة أو قراءة مجلس في اليوم المذكور المطلوب . كان أول سؤال وجهه لهم . *هل الموقع الذي يقام فيه المجلس في شارع عام ؟ فإن يكون كذلك لا أستطيع القراءة لأن الشارع سيُغْلَق ونتسبب بحدوث ازدحام وقطع الطريق على المارة وهذا لا ينسجم مع شرعية إقامة المجلس . فأخبروه بأن المكان بعيد عن الطريق العام . ثم سأل عن اليوم المراد به إلقاء المحاضرة . قائلا : في أي يوم قررتم أن يقام المجلس ؟ فأجابوه في الليلة الفلانية . قال لا : أعتذر لأني مكلف بإقامة مجلس في المكان الفلاني في تلك الليلة . ( وكان المكان في منطقة أم عباسيات) فقالوا له شيخنا الفاضل ما المانع ؟ سيارة موجودة وممكن بعد أن تختم المجلس تتفضل ونقيم مجلسنا وسننتظر قدومك باي وقت يكون . فأجاب قائلا : أنا لا أقيم مجلسين في اليوم نفسه . فسألوه ما الضير في ذلك ؟ فأجاب : أنا حين آتي مكتبي أخصص ساعتين للرد على الرسائل التي تصلني والإجابات عن بعض الأسئلة أو المسائل الشرعية وغير ذلك .ـ وحينها كانت المراسلة ورقية ـ . ومن ثم أخصص أربع ساعات للتحضير والإعداد للمحاضرة التي سألقيها في المجلس الليلة وأنشغل بمراجعة المصادر المهمة التي أتوفر من خلالها على المعلومات التي يتبلور بها البحث المراد طرحه ليكون موضوعا متكاملا . ولست على استعداد لأن أكرر المعلومات ذاتها في مجلسين .إذ أن لكل مجلس حضورا لابد أن يسمع الحاضرون ما هو نافع ومفيد ومستحدث . فأردفوا هم بسؤال للشيخ , قالوا له إنك لم تخصص يوما مجلسا أو محاضرة للموضوع الفلاني ؟ فأجاب: لا زلت أغوص في أعماق المصادر لأرتب موضوعا متكاملا يستحق الأمر ويستغرق الحديث عنه ساعة كاملة وإن شاء الله مستقبلا سأفعل . يبدو أن الشيخ المرحوم يعتقد بأن ربما يكون عدد من الحضور هم أنفسهم الذين حضروا مجلسه الأول . فلا يسمعون منه ما هو جديد أو مغاير. وهو لا يسمح لنفسه أو يكرر ما قاله إنما يرد أن يكون ما طرحه يضيف للمتلقي معلومة نافعة تزيل عن عقله العتمة إن وجدت. وكذلك لا يريد أن يتحدث في مسالة مهمة دون إعداد جيد ودون أن يلم بكل جوانبه الجوهرية ويستوفي لشروط البحث الموضوعية بعيدا عن الحشو والسطحية . وبعد استكمال البحث لكل جوانبه يخصص وقتا مناسبا لبيان الجانب المأساوي والعاطفي في القضية الحسينية ليبادر بقراءة المراثي الحسينية ( المصيبة ) إذ لابد من الاهتمام بالجانب العاطفي ولكن بصيغة معينة وبوقت محدد . لعلنا نستنتج من هذه المحاورة أن من يزعم بأن الشيخ الوائلي مثله أو استاذه في المنبر الحسيني ينبغي أن يكون قدوته ومقتداه ويصنع ما صنع استاذه أو مقتداه ويلاحظ ما جاء به في إقامة المجلس
أقرأ ايضاً
- حين يقول لنا نور زهير "خلوها بيناتنه" !!
- حين تُستودع مصائر الكبار لدى أمزجة الصغار !
- ماهي الدلالة والرسالة في بث مقطع فيديوي للقاء المرجع الاعلى بالشيخ الكربلائي