بعد هطول كميات من الامطار خلال الأيام القليلة الماضية، طمأنت وزارة الموارد المائية بأن الخزين الوارد من تلك المياه سينعكس إيجاباً على موسم الصيف المقبل.

فيما حذر خبراء من دخول العراق مرحلة الجفاف، في حال المضي بالسياسات المائية الحالية، داعين في الوقت ذاته الى إعادة النظر بالسياسة الزراعية والمائية.

ويرى مستشار وزارة الموارد المائية عون ذياب، إن «مياه الأمطار التي وصلت لخزانات المياه متواضعة»، مبينا انها «شكلت بعض التغيير، لكنه تغيير جزئي جداً، ونتيجة انخفاض درجات الحرارة تأخر ذوبان الثلوج».

وأضاف ذياب أن «فصل الشتاء الحالي وفير بالثلوج بالمنطقة الشمالية في العراق، ولها تأثير إيجابي في فترة ذوبان الثلوج في الربيع القادم»، لافتا الى أن «العراق لديه سدان أساسيان مهمان وهما سد الموصل وسد حديثة، أحدهما يقع على نهر دجلة والآخر على نهر الفرات، حيث أن المتغيرات التي حصلت في السدين محدودة جداً، وهي غير مؤثرة، أما باقي السدود كسد دوكان فقد ارتفع منسوب المياه فيه بشكل ملحوظ، لكن أيضاً لا يزال هناك فراغ خزني كبير يتجاوز الـ12 متراً حتى يصل إلى المنسوب الأقصى».

واشار مستشار الوزارة الى، أن «سد دوكان مؤثر على مناطق محدودة كمشاريع ري كركوك، إضافة إلى أنه يعطي كميات من المياه إلى الزاب الاسفل، أي وارداته المائية ليست كبيرة حتى نستفيد منها»، مضيفا أن «الزيادة في سد دربندخان كانت واضحة».

وبين انه «لا يزال الوقت مبكراً لإعطاء رقم دقيق عن مناسيب المياه في السدود»، مشيرا الى أن «المؤشرات جيدة، وأصبح لدينا اطمئنان بتأمين مياه الشرب والاستخدامات البشرية وسقي البساتين والخضر بنسبة جيدة».

وكان وزير الموارد المائية مهدي رشيد الحمداني قد أشار في بيان صحفي أن «نسبة الأمطار الهاطلة والخزين المائي المتحقق منها لهذا الموسم ستنعكس إيجاباً على موسم الصيف المقبل».

وتابع الحمداني أن «المباحثات مع دول المنبع في تأمين حصة العراق المائية تسير بصورة مرضية وضمن الطموح وخصوصا بعد الزيارة الأخيرة إلى سوريا من أجل توحيد المواقف والرؤى المستقبلية لتأمين الحصص المائية العادلة والمنصفة مع دول المنبع».

بدوره، يقول الخبير المائي والزراعي عادل المختار إن «الامطار التي هطلت خلال الأيام الماضية ليست بالكميات الكبيرة التي تدعو الى طمأنينة تامة، بالنسبة الى الشح الذي شهدته البلاد».

وأضاف المختار، أن «وزارة الموارد المائية لم تعلن حتى الان عن كميات المياه الواردة من تلك الامطار، ولم تفصح عن حجم خزينها المائي».

واشار الخبير المائي الى، ان «كمية مياه الامطار التي هطلت، بإمكانها سد حاجة فصل الصيف المقبل»، مستدركا «يتطلب في الوقت ذاته إعادة النظر بالسياسة الزراعة ورسم خطة صحيحة لتقليل هدر المياه».

وحذر المختار من «دخول العراق مرحلة خطرة مصحوبة بالجفاف والاحتباس الحراري»، داعيا «مجلس النواب الجديد الى الرقابة الشديدة بما يخص ملفي المياه والزراعة».

يذكر ان البنك الدولي، حذر العراق من أن المياه لن تصل إلى ثلث الأراضي المروية في عام 2050، في حال ارتفعت درجة الحرارة درجة مئوية واحدة.