- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
نهضوية التربية في البنية المجتمعية
بقلم: حسن كاظم الفتال
بسم الله الرحمن الرحيم
( وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنْسَانِ إِلاّ مَا سَعَى (39) وَأنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ) ـ النجم
الإنسان هو صانع الحضارات وكم تتطلب صناعته امتلاك المهارة وإبرازها. ومن أجل أن يكون صانعا بارعا ماهرا وتنتج صناعته خيرا وصلاحا وفلاحا فلابد أنه هو الآخر يحتاج إلى صناعة تؤهله لكل ذلك . ولعل أبرز وأهم ما يصنع الإنسان هو التربية .
ونقصد بالتربية بكل مفاهيمها ومعانيها ومغازيها إذ هو بحاجة إلى تربية صحيحة سليمة تمنحه القدرة الكافية لإبراز الطاقات المكنونة في نفسه واستثمارها لخدمة الإنسانية .
وكم من صانع بارع ماهر ملكته التربية أو البيئة أو إيمانه بالمبادئ السامية والمثل الإنسانية العليا كل ذلك ملكه قدرة في تقديم خدمة جليلة عظيمة من أجل أن تحيا الأجيال سواء معاصرة كانت له أو ممن ستأتي فيما بعد يسعى لجعلها تحيا حياة سعيدة كريمة وآمنة مطمئنة من خلال تعايشها مع صناعته وما تقدمه من خدمة لها . ليمكنها من امتلاك القدرات وعسى أن يسهل عليها تخطي الصعاب واجتيازها وأن تتحدى كل المعوقات إن وجدت.
التربية تقدح زند العلم في عقل الإنسان وتتناغم مع مقوماته الجسمية والعقلية والنفسية والوجدانية وتنمي كل قابلياته وتوقد في خلده جذوة الطاقات الخلاقة النافعة فيتخذها وسيلة لبناء المجتمع بناءً فاضلا يحقق أفضل مراتب النجاح .
وما أن نذكر مفردة التربية حتى يتبادر إلى الذهن التربية المدرسية وكم لها من دور في بناء الفرد وبما أننا في مجتمع إسلامي يكتسب من مضامين ومفاهيم القرآن دروسه ومواعظه وعبره فينبغي لنا أن نطلق على تربيتنا التربية الإسلامية .
وليس الإسلامية بما يحسبه بعض المتشددين أو يظنه كذلك إنما بما يتلاءم مع ما طرحه الإسلام من مفاهيم ومقومات إنسانية تجعل الفرد يكتسبها فعلا اكتسابا نافعا يجرده من كل خلل ويتلقى العلوم بتوق تام وبسعة صدر وبشفافية وحيادية دون أي تصعب لجهة معينة إلا للحق والعقيدة الصادقة الصحيحة والفكر النير نابذا كل ألوان وأشكال التعصب.
كم تحدث المعنيون عن سلامة المناهج التربوية او عدمها وكم يشكو معظمهم من عدم ملاءمتها للظرف أو البيئة أو لفكر الفرد أو المجتمع وكم إنهالت الإعتراضات على مضامينها وما تحتويه ولكن غالبا ما تذهب مثل هذه الاعتراضات أو الإشكالات سدى خصوصا حين يكون الإعتراض فرديا او متناثرا هنا وهناك وليس فينا من لا يعلم أن المناهج التربوية هي أول من ينظم حياة المجتمعات ويتدخل في سلوكياتها .
إذن للمنهاج التربوي مدلولات وملامح لها ما لها وعليها ما عليها.
بعض المعنيين يرى ضرورة الردع للفرد المطلوب تعليمه إنما على أن يكون الردع عقابيا عنيفا , معتقدا عدم تحقيق الإنضباط إلا من خلال ذلك بينما يرفع البعض الآخر راية الإعتراض على هذا الرأي زاعما أن هذا ما يولد الإضطراب والقلق لدى المتلقي وانهيار الكثير من مقومات ومعالم الشخصية ويخلق الإحباط ومن ثم ربما يودي به إلى الفشل , والمعترض على الردع يرى أن السلوكيات يمكن تغييرها بشفافية ورقة واستخدام وسائل مبتكرة وربما بوسعه ان يوئم بين عدة مراحل من قديمة وحديثة .
ولابد أن المختصين قد اوجدوا وسائل وأساليب حديثة للتدريس وللتعليم وتنوير العقول لجعلها تستوعب كل ما هو نافع ومفيد .
أقرأ ايضاً
- التربية تفرض رسوما اعتباطية
- صلاحية رئيس مجلس الوزراء في اصدار عقوبة توبيخ لوزير التربية
- تسرّب الأسئلة.. وزارة التربية حصة من؟