بقلم: علي حسين
وضعتُ هذا العنوان وأنا أتوقع أنّ البعض من القرّاء الأعزّاء سيقولون، يارجل، لماذا لا تريد أن تعترف أنك كاتب "هزلي" ولا علاقة لك بالسياسة وشؤونها مثلما اتهمني ذات يوم النائب "المدني حمد الموسوي"؟، وربما يتهمني البعض باللامبالاة، والحقيقة ياسادة أنا مواطن مثلكم، ما أطمح إليه اليوم هو أن أجد ساسة ومسؤولين تراهم الناس في حالة ضعف إنساني وهم يتجولون في مخيمات النازحين، ولكن كيف لمن حصل على مقعد برلمان بعد معارك مصيرية، أن يجلس على الأرض تحيط به عوائل نازحة؟، وكيف يتسنى لصاحب المصفحة أن يذهب إلى المخيمات، وهو الذي يملأ الفضائيات والصحف خطباً ومعارك نارية عن الاستحقاق الانتخابي وعن المظلومية؟!.
أعود إلى العنوان الغريب، لهذا العمود، وقد حفزني لكتابته منشور للصديق صالح الحمداني قدم فيه لمحة عن سيرة السيد وكيل وزارة الخارجية لشؤون التخطيط السياسي، والذي يتولى أيضا منصب عميد معهد الخدمة الخارجية، وربما يبدو الأمر حتى هذه اللحظة معقولاً، فما هي الغرابة ان يتولى شخص كفوء منصبا مهما ؟، الغريب أيها السادة أن السيد الوكيل يحمل شهادة عليا في الهندسة الكهربائية والإلكترونية.
وفي الوقت نفسه نشر لنا الزميل الحمداني السيرة الذاتية لوزير الكهرباء المصري وسنجد الرجل يحمل دكتوراه في الهندسة الكهربائية وقد ساهم في تصميم والإشراف على تنفيذ حوالي 1500 مشروع في مصر وبعض الدول العربية والأفريقية خلال حوالي 40 عاماً من مزاولة مهنته..
المثير في الأمر أن بعض المعلقين وصفوا وكيل الوزارة العراقي بأنه "خوش ولد" وحدثوا بثقة العارف عن توليه رئاسة الحكومة المقبلة ، والبعض الآخر سخر من وزير الكهرباء المصري، وجميع أصحاب التعليقات من الذين يعيشون في بلاد الرافدين مثل "جنابي" يعانون من غياب الكهرباء، وأضف لها قائمة كبيرة من الخدمات.
في هذا المكان كتبت قبل سنوات عن مصر وكيف استطاعت أن توفر كهرباء لـ 48 مليون مواطن بستة مليارات دولار، في وقت نهبَ مسؤولونا أكثر من ثمانين مليار دولار عدّاً ونقداً حسب تقارير لجان النزاهة، والنتيجة أننا نستجدي الغاز والكهرباء من الجارة إيران !.
ولعل مسرحية الكهرباء التي ترفع شعار "مين فينا الحرامي" بدأت منذ اللحظة الاولى التي وضع فيها قدمه "العالم النووي" حسين الشهرستاني الذي اطلق تصريحه الشهير"أن العراق سيصدر الطاقة الكهربائية الى دول الجوار نهاية عام 2012".
ولم تنته الحكاية عند هذا الحد فبعد اشهر وبالضبط بداية عام 2013 خرج علينا رئيس الوزراء آنذاك السيد نوري المالكي قائلا: "سنوفّر الكهرباء على مدار الساعة يومياً ونحتاج لترليون دولار للبناء"، والعجيب والغريب ان العراق حصل على ترليون دولار من اموال النفط، لكنها اختفت في مغارة علي بابا.