بقلم:حيدر عاشور
عظيمة هي الحقيقة التي يجتمع عليها الاعلام بمختلف توجهاته على وجهة نظر واحدة، ونادرة هي المرات التي تلتقي فيها وسائل الاتصال الاجتماعي بكل صفحاتها ومواقعها وارتباطاتها ومشاربها على موقف واحد موحد. وان هذا الاتحاد في الرأي بين هذه الوسائل المختلفة لجهات الانتماء او التحيّز او المصلحة العامة او دوافع معروفة او خفية حيث يمكن للإنسان الواعي ان يقرأ ويسمع ويرى في الوقت نفسه اكثر من موقف انساني تقفه العتبات المقدسة وخاصة العتبة الحسينية المقدسة بمعية ابيها المعنوي سماحة السيد علي السيستاني (دام ظله)وجهود متوليها الشرعي الشيخ الكربلائي كان أخرها مستشفى الاورام السرطانية التي بدأت تعالج الالوف من المرض المحتاجين. وللعتبة المقدسة اكثر من تجربة مريرة مع وسائل الاعلام حيث كانت ولم تزل في بعض الاحيان تقلب الابيض الى اسود. الا ان هذه المرة الاولى التي يتوحد بها منطقها الاعلامي، بعد اقامة حفلات كبرى في العاصمة بغداد على غرار دعوة الثقافة الى فنانين وصرف مبالغ طائلة قد يتعدى بعضها الملايين من اموال الشعب الذي لا يزال يبحث عن منفذ ضوء للعيش الكريم. حيث تصدرت اخبار زيارة احدى الفنانات الى بغداد صفحات الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية ورسم صورة سلبية عن الحفلات بوصفها تبذيرا للأموال الشعب، والابتعاد عن بناء البنى التحتية لبلد محتاج لكل دينار في خزينته، وكل طاقة بدنية لبنائه. بالتأكيد ما وحّد بين وسائل الاعلام هذه ليس المصلحة والتوجهات لأنها لم تزل متباينة حسب مصالح واهداف مؤسسات واحزاب وكتل وتجمعات تظن انها تخدم الشعب.. انما ما وحّدها هي الحقائق الملموسة التي توافرت لها على ارض الواقع. رغم ان العتبة المقدسة لا تحتاج لان يزكيها أحد بما تمثله من شرعية دينية لها مصاديقها أمام واجباتها الملقاة على عاتقها. وقد نجحت في تحقيق انسانيتها وهدفها السامي . هذا ما اجمعت عليه لأول مرة كل وسائل الإعلام بإجماع نادر و قد يكون من التوفيقات الإلهية. • نقطة ضوء، المرجعية الدينية العليا القاضي الذي يحكم بالعدل، والمحسن الذي يفعل الخير لوجه الله والوطن.
أقرأ ايضاً
- الحقيقة ليست في الصورة
- مشروع داري.. بين الحقيقة وتسويق الوهم - الجزء الثاني
- مشروع داري.. بين الحقيقة وتسويق الوهم