بقلم: حيدر عاشور
تلك الخدمة الحسينية بكل أنواعها اصبح يعرفها جميع العالم بلا استثناء في مدينة كربلاء المقدسة، فقد قالها سماحة المرجع الاعلى السيد علي السيستاني في أكثر من بيان، سر قوة زيارة الامام الحسين0عليه السلام) يكمن في نفوس الزائرين المخلصين.. وسبب قوة شوكة زيارة الاربعين الخالدة التي كسرت كل ما واجهها من مصاعب وتحديات، ان جميع خدمة الإمام من ابناء مدينته يتحولون ساعة الازمات الى (ساعد، وقلب، وعقل) واحد، يحضنون به الزوار ويبعدون عنهم الاذى ويبدعون في الخدمة لتحقيق نجاح باهر بكل السبل المتاحة.
فالكل يعلم ان زيارة الاربعين بحاجة الى فرسان الخدمة ومن هؤلاء الفرسان، فرسان الاعلام في الصورة والكلمة الذين يصدقون في نقل وقائع واراء الزائرين والمواكب الحسينية والضيوف من الاجانب واخرين من جنسيات عالمية جاء بهم الفضول، ومنهم من جاء ليتطهر بتراب الامام. فكان اعلام العتبات المقدسة بالمرصاد لكل شاردت وواردة.. لقد تتبعنا عبر مجلة "الاحرار" ورأينا قسم أعلام العتبة الحسينية المقدسة بمنتسبيه جميعا كيف ترجم الزيارة الى مشاهد واقعية من موقع الحدث، وحين اشدد توهج الزيارة وتزايدت الاحداث في كل محاور دخول المدينة تحول الاعلام الى رجل واحد. وكانت العتبة الحسينية المقدسة بمثابة المنبر الاعلامي الحسيني الحر، وصوت المرجعية الدينية العليا التي تمثل المبادئ السامية للعقيدة والمذهب.
بكل هذا التعاون الحسيني الذي قدمه الكل رغم المواجهات مع جهات، وصعوبة التنقل وضغط العمل دفعت عجلة الاربعينية الخدم الى التضحية احياناً بكل اشياءهم الثمينة من راحة ومال دون انتظار كلمة "شكرا" من أحد.. بل كل ما قدم هو قربان بسيط من الجهد للإمام (عليه السلام) عسى ان ينالوا شفاعته في يوم لا ينفع به مال ولا بنون.
أقرأ ايضاً
- مجلس الخدمة واستمرار الترّهل
- عن قانون الخدمة العسكرية الإلزامية الجديد
- الخدمة الإلزامية.. ضرورة للمجتمع ام عسكرة له ؟