بقلم: حمزة مصطفى
بعد ستة عشر عاما الإ شهر تكمل الطبقة السياسية العراقية إستعداداتها لإجراء إنتخابات شبه مبكرة. الشعب ومنذ ستة عشر عاما الإ شهر يستعد وبكل ثقة للمقاطعة تحت نظرية "لا جديد تحت الشمس".
لا يوجد أشطر من طبقتنا السياسية من بين كل الديمقراطيات و"المو" ديمقراطيات. فهذه الطبقة السياسية تمكنت طوال تلك السنوات من "تدبير" جمهور مطيع، ثابت الولاء، قوي الشكيمة، مخلص، حباب، يحدث بطاقته كل أربع سنوات، يذهب الى صندوق الإقتراع في الساعة السابعة صباحا وينهي مهمته في التاسعة صباحا ويعود الى بيته لتناول "الريوك" حتى بدون إنتظار النتائج. ساعات النهار المتبقية حتى السابعة ليلا حيث تقفل أبواب مراكز الإنتخابات يقضيها الموظفون والمراقبون لفات وضحك وسوالف و"اللذي منو". كما أنها سمحت للشعب من باب الديمقراطية وشباكها أن يقول مايريد. السوشيال ميديا مفتوح على مدار الساعة .. إشتم إشتم حتى "تنهمد" وتنام.
ومن باب الشطارة أيضا أمنت الطبقة السياسية حالها ديمقراطيا بالمشاركة الثابتة لجمهورها الحباب الذي لايرد لها طلبا ولا جواب.
نسبته ثابتة (25 الى 30%)، وإحتجاجاته "كيوت"، و دعاؤه إحفظ الزعيم فهو اللقب المحبب لدى الجميع. هو الوحيد الذي يتوزع بلا محاصصة على كل المكونات. فللديمقراطية إستحقاقاتها لاسيما إذا كانت توافقية، تواطؤية، طمطمية، شعاراتية.
ولأن طبقتنا السياسية و"هذا من فضل ربي" لا مشكلة لديها مع أحد طالما أن صناديق الإقتراع سوف تمتلئ نهاية النهار أحرقت أم لم تحرق، زورت أم لم تزور، بيعت البايومترية أم أشتريت الألكترونية. ماذا يمكن أن يحصل؟ ولا شئ. أقصى مايمكن حصوله هو ذهاب الحاجة جينين بلاسخارت وهي ومراقبيها الى مجلس الأمن "عشاء يبكون" بعد أن يأتون على قميص الإنتخابات بحبر بنفسجي سليم مائة بالمائة. فالإنتخابات في النهاية صحيحة من حيث النسبة والتناسب شاء فيثاغورس أم أبى إينتشاين.
هذا على صعيد الطبقة السياسية حفظها الله ورعاها ذات الجمهور الحباب، الثابت الأواب. فماذا عن المعارضة التي تكثر من المؤتمرات، وتصدح منذ 16 عاما بالتصريحات، والتهديدات والتدويلات والتأويلات و"قبض ماكو".
فالشعب المقاطع ابو نسبة الـ 70 % هو نفسه الرافض لأخذ اللقاح، وهو نفسه الذي تفتك به كورونا وأخواتها لأنه لا يعرف ماذا يريد؟ هل يريد غزال أم أرنب؟ أم أرنب متغزل أم غزال متأرنب؟ أم .. ياحريمة وياحسافة لكن بصوت .. سلمان المنكوب؟