قصة مأساوية لشاب يبلغ الـ(28) من عمره رواها لي زميل في العمل، بداء الشعر ينبت في كل مكان من جسمه وبشكل كثيف جدا وعند مراجعته لاكثر من طبيب اتضح ان سبب مرضه هو تعاطيه هرمون حيواني في إحدى الصالات الرياضية التي كان يرتادها من اجل ان يبني جسمه.
جعلتني هذه القصة ان ابحث عن المسؤولين تجاه هذه الأمراض العديدة التي تصيب الشباب فهنالك مثل قديم يقول (افتح نادي وأغلق مستشفى) وألان أصبح هذا المثل برأي (افتح نادي وابني مستشفيات)، تعتبر الرياضة مصدرا للصحة ومصدر للجسم السليم ولكن اصبحت الان لسوء استخدامها والبحث عن الربح المادي مضرة للجسم حيث تنتشر الكثير من القاعات الرياضية في المدينة بواجهات رياضية وصور لبناء الاجسام والداخل اليها يجد الآلات رياضية بعضها حديث وذات منشاء عالمية، ولكن الشيء المثير للجدل ان تجد مكان مخصص لعرض الحبوب والهرمونات يطلقوا عليها المكملات الغذائية تباع باسعار غالية نسبيا ومن منشاء متعددة، يتعاطاها الشاب اثناء فترة تواجده في القاعة او بعدها وهذه الاوقات يحددها الكابتن صاحب القاعة الذي اصبح طبيا في وقتنا هذا.
يقول (احمد جميل صاحب) مركز فلبس الرياضي، منذ أكثر من سنتين ونصف افتتحت قاعة رياضية وانا أمارس العمل في هذا المجال منذ اكثر من عشرة اعوام، يرتاد القاعات الكثير من الشباب ورجال كبار السن وخاصة في فصل الصيف الذي يعتبر موسم عملنا لأنه عطلة مدرسية.
حيث بعد عام 2003 ازداد الارتياد إلى القاعات الرياضية لوجود أجهزة حديثة واستيراد أكثر لهذه الأجهزة بالإضافة إلى انفتاح العراق على العالم من حيث التطلع والسفر واصبحت الصالات الرياضية توجد في كل مكان.
واضاف صاحب ان المنشطات والمكملات الغذائية كانت شبه محضورة في زمن النظام السابق بسبب الحصار وسعرها المرتفع الذي يتراوح بين (100-500) ألف دينار عراقي، ألان وبسبب انفتاح الحدود والاستيراد أصبحت العلبة الواحدة من هذه المكملات تتراوح بين (25-100) الف دينار.
هنالك مكملات غذائية لا توجد عليها شائبة لغاية ألان لأنها مصنوعة من مواد طبيعية ومركبات معدنية تعتبر فيتامينات للجسم، اما الهرمونات التي تعطى عن طريق زرق جسم الرياضي بالابر الموضعية فنحن نتحذر منها ولا ننصح باستعمالها بالرغم من طلبها من قبل اغلب الشباب ومع الأسف أصحاب القاعات يبحثون عن الربح السريع عن طريق هذه الهرمونات.
(اسعد عبد الجليل) مركز العالمي الرياضي، الذي يمارس رياضة الألعاب الجسمانية يجب ان يأكل سبعة وجبات يوميا (خمسة رئيسية بالإضافة الى وجبتين فواكه)، فتاخذ المكملات الغذائية تعويضا عن بعض هذه الوجبات لانها تحتوي على فيتامينات وغيرها من المواد المفيدة للجسم.
واضاف عبد الجليل هنالك مراكز رياضية لا تصلح أن تسمى (قاعات رياضية) وذلك لصغر مساحتها او ردائة الاجهزة الموجودة فيها وكذلك عدم وجود وسائل الراحة الاخرى، بالاضافة الى ان هنالك مذاخر خاصة تتاجر بالمكملات الغذائية والهرمونات ويبقى صاحب القاعة هو وضميره الذي يحركه ولا يوجد سوى الضمير لعدم وجود قانون يحمي الرياضيين وأصحاب القاعات ونتمنى ان تكون هنالك ضوابط للقاعات الرياضية.
الرياضي (حسين احمد)، هنالك مراكز للأغذية والهرمونات الرياضية منتشرة في المدينة ولا يهم صاحب المركز سوى الربح المادي حيث يبيع بأي سعر لعدم وجود رقيب عليه وبنفس الوقت لا يهمه ايضا سواء اخذ الشاب هرمون او أي شيء اخر لان هذه رغبته، حيث هنالك هرمونات تسبب العديد من الامراض كالعقم المؤقت او الدائمي لدى متعاطيها، صديق لي اصيب بتقرحات في العضلات واضطر للسفر خارج العلاج للعلاج بسبب زرقه ابره هرمون موضعية في عضلاته، وغيرها من الأمراض المتعددة التي تسببت بها هذه الهرمونات.
وزير الصحة السابق الدكتور (صالح الحسناوي) قال، انضم العراق مؤخرا الى الاتفاقية الدولية لمحاربة المنشطات التي اقرها مجلس الوزراء في يوم الثلاثاء السابق، ومن ضمنها دخلنا ضمن المنظومة العالمية لمكافحة المنشطات المنتشرة في العراق في صالات الرياضة.
الدور ليس بالرئيسي لوزارة الصحة وإنما دورها ثانوي، المسؤولة عن هذا الأمر وزارة الشباب والرياضة التي يجب ان تتابع وتحيل القضايا المشتبه بها الى وزارة الصحة لغرض تأكيدها من ناحية الفحص الطبي.
وما أثارني بصراحة قول مدير دائرة صحة كربلاء الدكتور (علاء حمودي بدير) عند سؤاله عن دورهم للحفاظ على صحة المواطن، اتمنى ان يكون هنالك إيعاز وإشارة لمتابعة هذا الموضوع وان شاء الله سنتابع هذا الموضوع ونرسل فرقنا الجواله لهذه القاعات، وانا ممنون منك لهذه الإشارة.
وأضاف مصدر في دائرة صحة كربلاء الذي فضل عدم ذكر اسمه، كان في باديء الامر لنا جولات تفتيشية للمذاخر التي تتاجر بالمكملات الغذائية والمنشطات والهرمونات وايضا كانت لنا جولات للقاعات الرياضية، ولكن تعرضنا للتهديدات الكثيرة وحصل لنا العديد من المشاكل واوقفنا العمل والتفتيش والزيارات لهذه القاعات ونتمنى ان يكون هنالك قانون خاص بهم كي يتسنى لنا محاسبتهم لانهم لغاية الان بدون قانون.
هل ستبقى صحة شبابنا بيد التجار التي تبحث عن الربح السريع ويبقى غسل الأدمغة واللعب بعقول شبابنا من قبل أصحاب القاعات الرياضية بأنك ستكون بطلا وتشارك بالكثير من البطولات الخاصة ببناء وكمال الأجسام بدون معالجة وحاسبة؟؟!!، ننتظر اجوبة مقنعة من الجهات المسؤولة عن صحة وسلامة المواطن التي نامل منها الاطلاع عما يحصل في تلك القاعات!!!!!.
تحقيق /تيسير عبد عذاب
موقع نون خاص
أقرأ ايضاً
- تصل الى (29) تخصص في اربع فروع العتبة الحسينية: الاعدادية المهنية للبنات تدرس (5) اقسام الكترونية علمية
- تستقبل طلابها في العام المقبل :العتبة الحسينية تُشـّيد جامعة تقنية تضم معاهد واقسام نادرة في العراق
- شاهد عيان: جيش الكيان الاسرا..ئيلي قصف الانسان والحيوان والشجر والحجر