بقلم: د. بلال الخليفة
في مثل هذا اليوم قبل ثمان عشر سنة مضت أي في 21 ابريل نيسان من عام 2003 ، دخل فريق اعمار العراق بقيادة الجنرال المتقاعد جي كارنر العراق قادما من الكويت، وهو يراس فريقا لهذه المهمه وحيث تم تكليفة من قبل البنتاكون في هذا الامر.
كان وضع العراق يمثل مشهدا واضحا لتقاطع واختلاف السلطات في أمريكا، وخصوصا بين البنتاغون والمخابرات المركزية والأمن القومي، أي بين الصقور والحمائم كما يحلو للبعض أن يسميهم كذلك.
كانت خطة البنتاغون هي إعطاء الإدارة والأهمية لمكتب المساعدات الإنسانية وإعادة الأعمار (ORHAS) بقيادة كارنر. والهدف من ذلك الاستعجال في سحب القوات العسكرية وبذلك يتم تقليل النفقات التي تصل افلى ثلاث مليار دولار شهريا.
الخلاف احتدم كبيرا بين الطرفين المتنازعين لكن الغلبة صارت أخيرا للخارجية الأمريكية وجهاز المخابرات بتغيير كارنر وتعيين سفيرا بدلا عنه وهو بريمر (من الحمائم) .
لم يعين بريمر شخص لإدارة ملف الأعمار والمساعدات الإنسانية وحل لجنة كارنر وكما اننه أعطاها المرتبة الأخيرة في أولوياته التي انصبت أولا على تاليف حكومة جديدة والاجتماع بالقادة السياسيين وغيرها من الأمور.
الأمور التي أحببت ان اركز عليها في هذا المقال هو طاقمة الذي اعتمد عليه، ساسلط الضوء على بعضة الذي عثرت على معلومات حولهم وهم:
1 – داريل ترنت: كان عمرة سته وستون عاما ووزير للنقل سابقا وصديق لدونالد رامسفيلد. (المؤثر واللاعب الرئيسي في المشهد العراقي، من الحزب الجمهوري). عينه بريمر مشرف على وزارة النقل والاتصالات، انتبه هنا، طرد لاحقا لأنه أراد بيع شركة الطيران الحكومية لاحد الشركات المعروفة بفضيحتها خلال عقود النفط مقابل الغذاء.
2 – توماس فولي: وهو احد المتبرعين للحزب الجمهوري خلال فترة الانتخابات، وكان أيضا زميل في الدراسة لبوش، ويسموه بانه خبير في انقاذ الشركات، كانت مهمته هي بيع الشركات الحكومية ، أي تخصيص القطاع العام.
3 – بيرني كيريك: وهو مفوض في شرطة نيويورك ولارتباطة بالمافيا وكذلك كانت لدية صديقة نافذه استطاعت أن تحصل الية وظيفة تدريب قوة الشرطة الجديدة.
4 – مايك كرم: وهو مستشار سبق وان تورط في فضيحة إسكانية وتطوير مدني، حيث عين كبير مستشاري وزارة الإسكان والتعمير واجبر بعد ذلك على ترك الوظيفة نتيجة تورطه في إبرام صفقات ما بين المتعهدين الأمريكيين ونظرائهم العراقيين.
5 – تعيين موظفين بدون خبرة:
أ – جاي هالين: خريج جامعة يال في تخصص العلوم السياسية، ويبلغ من العمر 24 سنة حيث أسندت اليه مهمه فتح البورصة بغداد.
ب – سايمون ليدن: تبلغ من العمر 29 سنة وهي لبنة مايكل ليدن أبرز المحافظين الجدد وأوكلت اليها مهمة إدارة المالية الفعلية لمشروع إعادة البناء.
النتيجة
1 – وجود تخبط كبير وتقاطع في الإدارة الأمريكية في العراق وخصوصا بين البنتاغون والخارجية المخابرات.
2 – يبدو ان البنتاغون كانت اكثر عزما في بناء العراق (متمثلة بجي كارنر) من الخارجية الأمريكية التي مثلها السفير بريمر .
3 – حصرت الوظائف الرئيسة في العراق للأمريكيين في أول تغيير النظام بالجمهوريين.
4 – ظهور فساد مالي وأداري كبير للأمريكان في العراق عن طريق تعيين الذين لديهم صلات فقط وكذلك العقود التي تحال إلى شركات لديهم صلات بها.
5 – كانت الإدارة المحلية او الوزارات في تلك الفترة مقيدة بالمستشار الأمريكي الذي عينه بريمر.
6 – لم يكن بريمر جادا في اعمار العراق، حيث اعترف الرئيس بوش في 7/12/2005 في اول خطاب له حول اعمار العراق بان ((عملية إعادة البناء لم تسر دائما كما خططنا لها)) وقال أيضا اللواء في الجيش الأمريكي بتاريخ 8/12/2005 بيل ماكوري حين اعلن ان الولايات المتحدة الامريكية ((لم تقصد قط إعادة اعمار العراق كليا))
7 - لم يتم الاعتماد على الكفاءات العراقية ابدا.
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- الذكاء الاصطناعي الثورة القادمة في مكافحة الفساد
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى