- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
خراب المحافظات ومجالس المحافظات
حجم النص
بقلم / مسلم الركابي
يعرف الجميع ان الانظمة الديمقراطينة الرصينة تعمل بين فترة واخرى الى عملية تقييم شاملة لكل مؤسساتها ولكل آلياتها في العمل وتأخذ بنظر الاعتبار مدى فعالية تلك المؤسسات ومدى تأثيرها على حياة الناس ، والكل يعلم ان تجربة مجالس المحافظات في عراق مابعد ٢٠٠٣ هي تجربة اثبتت فشلها بإمتياز ، ويعلم الجميع ان هذه المجالس وجدت لأغراض يعرفها القاصي والداني بعدما اصبحت مرتعا خصبا للفساد والمفسدين اضافة الى انها تمثل صورة بشعة من صور اهدار المال العام حيث ان ميزانيات هذه المجالس ارقامها مذهلة حيث الرواتب والحمايات والنثريات وغير ذلك من ابواب صرف ماانزل الله بها من سلطان ، فبعد ان تم تجميدها بفعل مطالب ثورة تشرين ، واصبحت المحافظات تدار من قبل المحافظ فقط باعتباره اعلى سلطة تنفيذية شعر الجميع بالفارق بشكل واضح من خلال ارتفاع مستوى الخدمات المقدمة للناس فقد تحرر المحافظ من اجراءات الروتين ومعارك وطلايب التصويت داخل مجالس المحافظات والتي كانت تعمل بنظام (صوتلي واصوتلك ) السيء الصيت والسمعة والتي تخضع لمزاج ونرجسية عضو مجلس المحافظة وكذلك لتوجهات ومصالح الاحزاب السياسية والتي جعلت من مجالس المحافظات حدائق خلفية للجان الاقتصادية في الاحزاب والكتل السياسية ، لقد بات الامر معروفا وواضحا للجميع لماذا تصر احزاب السلطة على عودة مجالس المحافظات والتي اثبتت الايام فشلها لماذا الاصرار على عودة هذه المجالس التي كانت تضم شخصيات بعيدة كل البعد عن المسؤولية شخصيات غير كفوءة وشهاداتها الدراسية تحوم حولها الشكوك شخصيات غير مؤهلة بالمرة لتأخذ دورها في العمل بمؤسسة تشريعية مهمة شخصيات تعمل على تكريس مصالحها ومكاسبها على حساب المواطن ، هذه العوامل وغيرها هي من حولت مجالس المحافظات الى مؤسسات خاوية ينخر بها الفساد والمفسدين فحينما يتخلى مجلس المحافظة عن دوره التشريعي والرقابي والذي حدده الدستوريصبح مؤسسة تنفيذية تعمل على الكسب الغير مشروع ، ومن الغريب ان نسمع اليوم من كان ينادي بالتغيير ويرفع راية الاصلاح يطالب بعودة مجالس المحافظات وهذه دعوة مريبة وورائها الكثير والكثير والكثير فهو يرى بعودتها فرصة ذهبية لتياره السياسي بالهيمنة على مفاصل مهمة من مفاصل الدولة العراقية فعلا انها دعوة مريبة وغريبة بنفس الوقت ونعتقد ان وعي الناس قد اتضح بشكل كبير وسيقف الناس بالضد من عودة هذه المجالس والتي كانت سببا رئيسيا في ضياع ثروات المحافظات ، وعليه نقول اذا كنا حقا نملك نظاما ديمقراطيا صحيحا علينا ان نعيد النظر الف مرة في اعادة الحياة الى مجالس المحافظات لانها ببساطة متناهية سببا رئيسيا في خراب المحافظات ، وكان الله والعراق من وراء القصد .
أقرأ ايضاً
- مجالس المحافظات .. محنه الذات وعقدة اللامركزية
- مجالس المحافظات بين الإيجابيات والسلبيات
- انتخابات مجالس المحافظات بين المقاطعة وشرعية عمل المفوضية