- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الامتحانات .. كورونا .. الطلبة
بقلم: سعاد حسن الجوهري
تحل علينا امتحانات نصف السنة للموسم الدراسي الحالي في ظروف اقل ما توصف بالقهارة والعصيبة وعلى مختلف الصعد صحيا واقتصاديا واجتماعيا.
فاذا تطرقنا الى تداعيات الجائحة فاننا سنجد انفسنا في طابور غالبية دول الكرة الارضية وظروفها. واذا تطرقنا الى موضوعة الازمة المالية فاننا لا ناتي بجديد من حيث معاناة العراقيين وهبوط العملة المحلية وغيرها من الاسباب الواضحة للعيان. لكننا وبالحديث عن مباغتة الطلبة بقرار وزاري بموعد امتحانات نصف السنة فلا يمكن القفز على حقيقة ان الدراسة الالكترونية لم تكن متاحة لجميع الطلبة نظرا لتفاوت مستوى اسرهم المعيشي وامكانية اقتناء كل عائلة موبايل او اكثر لابناءهم فضلا عن الالتزام بتسديد نفقات الانترنت المرتفعة جدا.
كنا لا يخفى على احد ان الكثير من الطلاب يعانون من ضغط الامتحانات وسوء برنامجها مما تؤثر سلباً على نفسيتهم. الكثير منهم لديهم مادتين وبالصعوبة المتساوية في اليوم نفسه. مع العلم أن فترة الامتحانات دائماً تؤدي الى ضغط نفسي للتلميذ مما يؤدي الى نتائج سلبية تضر بالتلميذ نفسه والمحيط حوله.
يؤكد علماء النفس ان إحدى اسباب هذه الضغوطات النفسية على التلميذ لأن المنهج التعليمي مبني على العلامات وليس على كمية المعرفة التي يكتسبها التلميذ من الصفوف. فالتلميذ عليه ان يبرع في جميع المواد وينجح فيها دون الانتباه انه احيانا يكون بارعاً في مواد معينة وليس بارعاً في مواد اخرى.
بالإضافة الى ذلك يشير العلماء الى ان هناك سبباً آخر للضغط النفسي لان المجتمع لا يساعد او الظروف لا تساعد ايضا. أي أنّ التلميذ يتم تقييمه تبعاً لعلامته وليس على المعرفة التي يكتسبها ويوجد فرق كبير بينهم مما يكون سبباً الى خلافات عائلية تؤدي الى تحطيم نفسية التلميذ. من هنا فان اكثر ان العديد من التلاميذ لا يستطيعون التعايش تحت الضغط مما يدفعهم اللجوء الى التدخين والمخدرات وايذاء نفسهم وخاصةً الشباب.
وفي السياق نفسه الامتحانات تؤثر على التلميذ في النوم والحياة اليومية وطريقة تناول الطعام اي تخلق نتيجة سلبية بسبب الخوف للامتحانات. وهنا ايضا يصبح الضغط من الامتحانات يلحق بضغوطات اخرى على المشاعر وفي العائلة والمجتمع اذ كل شيء يتأثر عند التلميذ فيولد طاقة سلبية. ليبدأ الانتاج الاكاديمي عند التلميذ بالانخفاض.
علاوة على ذلك تسود في مجتمعنا حالة يجب ان نعترف بها الا وهي غياب المساندة للتلميذ أي تفهيمهم ان الامتحان هو مجرد امتحان لا يحدد هوية التلميذ ومستقبله خاصة التلميذ المتوسط الذكاء في جولة واحدة وان الجولات الاخرى بالانتظار فلا داعي للاحباط.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً