- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
من المسؤول الحكومة أم وزارة الصحة العراقية ؟
بقلم: أياد السماوي
لا شّك أنّ تأخر العراق في التعاقد على شراء لقاح وباء الكورونا الذي فتك بأرواح الآلاف من العراقيين , قد أخذ حيزا كبيرا من امتعاض الناس على تقاعس وزارة الصحة العراقية في تأمين وصول اللقاح حتى اللحظة , خصوصا بعد الأنباء المتواترة عن تلقيح الغالبية العظمى من الساسة والمسؤولين وعوائلهم باللقاح الصيني الذي وصل كهدية من دولة الأمارات .. السياسي العراقي المعروف عزت الشابندر تسائل في تغريدة له يوم أمس عن سبب استخفاف رئيس الوزراء بصحة العراقيين وعدم مبادرته للتحقيق مع وزير الصحة واستجوابه في أسباب عدم وصول اللقاح إلى العراق حتى اللحظة في وقت وصل فيه إلى السودان وجيبوتي .. والحقيقة أنّ تقاعس الحكومة ووزارة الصحة العراقية وتأخرها في التعاقد مع الدول المنتجة لهذا اللقاح قد فتح الباب على مافيا الفساد في وزارة الصحة , خصوصا بالنسبة للشركة العامة لتسويق الأدوية والمستلزمات الطبية ( كيماديا ) التي تعتبر العمود الفقري لوزارة الصحة والمسؤولة بشكل أساس عن توفير كافة الأدوية والمستلزمات الطبية في العراق .. المعلومات الأولية المتوّفرة عندنا عن شركة كيماديا تشير بشكل جلي إلى أنّ مافيا الفساد في العراق قد استولت على هذه الشركة منذ الإطاحة بالنظام الديكتاتوري وحتى هذه اللحظة.
والحقيقة أنّ شركة كيماديا هي الذراع التنفيذي المسؤول عن عملية استيراد كافة الأدوية والمستلزمات الطبية في وزارة الصحة .. لكنّ شركة كيماديا ليست المعنية باستيراد هذا الدواء أو ذاك من هذا المنشأ أو غيره , بل أنّ المسؤول عن تحديد هذا الأمر هو الدائرة الفنية في وزارة الصحة بعد موافقة الوكيل الفني في الوزارة .. والذي يبعث على الريبة والشّك هو أنّ الوكيل الفني للوزارة السيد ( هاني العقابي ) هو نفسه مدير عام الدائرة الفنية وهو نفسه المشرف على كيماديا بسبب عدم تعيين مدير عام لها , وعلى مديرية مدينة الطب في بغداد لنفس السبب .. شخص واحد يدير كلّ هذه المؤسسات بالوزارة , فهو من الناحية العملية الوزير الفعلي لهذه الوزارة .. ما يشاع عن مافيا الفساد التي تدير كيماديا من عمان شيء يشيب له رأس الرضيع خصوصا بعد استقالة وزير الصحة السابق في القصّة المعروفة , فإذا ما صدقت هذه المعلومات المتداولة في الشارع عن هذه المافيا الرهيبة , فإننا أمام أخطبوط رهيب للفساد تاجر بصحّة العراقيين وحياتهم .. ولعلّ هذا يفسرّ سبب فقدان الأدوية المهمة من المستشفيات العراقية .. موضوع تقاعس وزارة الصحة العراقية عن التعاقد في شراء لقاح وباء الكورونا الذي فتك بأرواح آلاف العراقيين , يستوجب من مجلس النواب العراقي استجواب وزير الصحة ومعاونيه والتحقيق معهم في أسباب تاخير وصول اللقاح حتى اللحظة .. وكذلك قيام هيئة النزاهة بفتح تحقيق كامل بكلّ تعاقدات شركة كيماديا من عام 2004 وحتى هذه اللحظة .. ختاما أقول أنّ أجرم الجرائم هو المتاجرة بصحة الناس وحياتهم.
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!