- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
استقطاع الرواتب وهاجس الفقراء
بقلم: سعاد حسن الجوهري
هاجس استقطاع الرواتب ورغم ارتفاع اسعار النفط العراقي عالميا وملامسته عتبة الـ 63 دولارا للبرميل فانه لايزال يلازم الشعب سيما الطبقة المسحوقة منه. هناك من يوجه العتب او الطلب المشروع للمجلس النيابي والحكومة على حد سواء ويطالبهم باقرار سلم الرواتب المعطل لاسباب مجهولة ومن ثم الذهاب الى الاستقطاعات الضريبية.
من هنا يتاتى الاجماع على ان هذا السلَّم من الرواتب لايزال مرتهنا في اروقة الارادات والاهواء السياسية منذ 13 عاما ولاسباب مجهولة دون حلول ناجعة ورصينة ترفع عن الطبقات الدنيا من الموظفين الحيف سيما وان غالبيتهم يتقاضون رواتب اقل ما توصف بالضعيفة والتي لايمكن لها ان تواكب متطلبات الحياة واحتياجات ادارتها بصورة سلسلة ويسيرة.
خبراء الشان الاقتصادي يرون ان تطبيق هذا السلم الوظيفي الجديد يخدم الوضع المالي للحكومة حيث ستكون هنالك عدالة في توزيع الرواتب بين الموظفين وبالتالي سيعود على الموازنة المالية الاتحادية العامة بالايجاب لان هنالك رواتب ضخمة وغير معقولة بين الوزارات ما تسبب بخلق فارق طبقي اقل ما يوصف بالفاحش على حد تعبيرهم.
وسط هذه الصورة راى اخرون في تعطيل السلم الجديد للرواتب امرا مقصودا حيث اشاروا الى ان المبالغ التي تستقطع من رواتب الدرجات الوظيفية والادنى منها هي تذهب لتتحول بصفة امتيازات وتحسين معيشة وغيرها من المسميات في جيوب اعضاء المجلس النيابي كما ان تعديل سلم الرواتب يراه بعض السياسيين انه بمثابة خطر على واقعهم العام لان تحسين معيشة الموظف وعائلته سيؤدي الى انقلاب الوضع على الطبقة السياسية.
لكن الذي يجب ان يقال وبكل شجاعة وصراحة ان شريحة الموظفين تعيش حالة الاحباط الكبرى مما يرونه من غبن واجحاف وغياب العدالة في رواتبهم قياسا ببعض وزارات الدولة سيما اولئك الذين يتنعمون برواتب خيالية وامتيازات ومخصصات وغيرها وعوائلهم تعيش حياة سعيدة بينما بقي اغلب موظفي الوزارات والخدمية منها على حاله طيلة عقود من الزمن وبراتب بسيط مع وجود التزامات عائلية واجتماعية.
المعيشة اصبحت صعبة للغاية ويضع على عاتق صانع القرار في البلاد ان يلتفت الى حوله ويحرك هذا الراكد الذي جثم على قلوب السواد الاعظم من الشعب المحروم ويعمل على تحقيق الوعود التي لم يجن منه الشعب غير الحرمان. واقع بحاجة الى انصاف وقراءة بعين موضوعية لاتحابي اي حزب او فرد او مسؤول او اي شخص على حساب العدالة التي يتطلع اليها شعبنا كمن يبحث عن ابرة في كومة القش.
أقرأ ايضاً
- الأخطاء الطبية.. جرائم صامتة تفتك بالفقراء
- سُلّم الرواتب بين إرث بريمر وعراقيل البيروقراطيَّة
- حرب عالمية من أجل توطين الرواتب