بقلم:علي حسين
ما معنى أن تقرر الحكومة مكافأة نواب وأبناء نواب وأعضاء مجالس محافظات، ومجموعة من الذين ساهموا في وضع هذه البلاد على خارطة الدول الأكثر فشلاً، بطرح اسمائهم للعمل سفراء؟ أنا من وجهة نظري أقول إن هؤلاء أفضل من يمثل العراق في الوقت الحاضر، فالفشل الداخلي يجب أن تصاحبه وجوه فاشلة تمثله في بلدان العالم. أعدت الحكومة مشكورة قائمة بسفراء جدد ، لأنها تؤمن أن ابن مشعان الجبوري وشقيق محمد سالم الغبان وجيران عالية نصيف وصديق صالح المطلك، وأقارب الكربولي ومعهم حاملة لواء الإصلاح فيان دخيل ، بأن هذه "الكفاءات" ستحول سفاراتنا إلى ملتقيات سياسية وفكرية تشرح للعالم كيف استطعنا أن ندحر الإمبريالية في عقر دارها، وأن نتفوق في الصناعة والعلوم والتعليم والصحة على بلاد السيدة أنجيلا ميركل التي قدمت استقالتها من منصب المستشار واعتزلت السياسة لأن حزبها خسر في مدينة صغيرة ، وكيف بإمكاننا أن نصدر طاقات مثل عباس البياتي ومحمود الحسن وعتاب الدوري. منذ أن ترك ساستنا "المعارضة" وجلسوا على كراسي السلطة، كان واضحاً للمواطن أنهم لن يتخلوا عن مقاعدهم ، وأنهم يعدون أبناءهم وأقاربهم وأصحابهم لمناصب جديدة، لذلك تراهم يتقافزون في الفضائيات، يتبادلون الشتائم واللعنات، لكنهم يجلسون تحت قبة البرلمان لكي يفصلوا ثوباً جديداً لمؤسسات الدولة على مقاسهم . من الدفاتر العتيقة لهذه البلاد أن توفيق السويدي نائب رئيس الوزراء أراد تعيين شقيقه عارف السويدي رئيساً لمحكمة التمييز، فلم يوافق مجلس الوزراء على طلبه بسبب خشية المجلس من الغاية التي قد يجتمع الشقيقان من أجلها. ومن الدفاتر التي يشتمها البعض أن شقيق عبد الكريم قاسم واسمه عبد اللطيف كان نائب ضابط قبل الثورة وأصبح شقيقه رئيساً ولم يحصل على ترفيع واحد، وإذا كنا تقدمنا سنوات أخرى سنجد أن عبد السميع عارف الشقيق الأكبر لعبد السلام عارف وعبد الرحمن عارف عاش ومات وهو يعمل مكوي في محل صغير. لم يكتفِ ساستنا "منقذو" هذه البلاد، بأن يسيطروا على مؤسسات الدولة في داخل البلاد ، وأن تصبح المشاريع والمقاولات من حصتهم، بل يريدون أن يعطونا درساً في الانتهازية والوصولية، وفي إنقاذ هذه البلاد بحرب تحرير من العراقيين جميعاً الذين لا يرفعون أكفهم إلى السماء شاكرين النعمة التي يعيشون بها. أيها السادة ليس هناك في أي مكان في العالم بلد على هذا المستوى من الخراب السياسي والاقتصادي ، ومع هذا ما زلنا نبحث عن مكان لحنان الفتلاوي. في كل أعراف السلك الدبلوماسي أنه يجب أن يكون من يعين سفيراً قد أمضى سنوات في العمل الدبلوماسي، بينما نحن نتباهى بأن لدينا مرشحين لمنصب سفير أمضوا سنوات في الانتهازية والضحك على الناس.
أقرأ ايضاً
- منع وقوع الطلاق خارج المحكمة
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!
- ارتفاع سعر صرف الدولار .. استمرار الغلاء الفاحش