بقلم: د. ولي علي
كثيرا ما يشتبه حتى بعض المختصين في التفريق بين صناعة الحدث وتوظيفه، وينشأ هذا الخلط من تتبع (اطراف المصالح)، فكل من يظهر ضمن دائرة المصالح ينسب له دور الفاعل، وهو فهم غير دقيق.
ترصد مؤسسات الدول الناجحة، والشعوب الحية، الاحداث والوقائع، السلبية والايجابية منها، التي تخصها او التي لا تخصها، بطريقة واعية، وتوظف هذه الاحداث بالطريقة المناسبة والممكنة، ولطالما حصلت على معطيات مهمة دون ان تتحمل كلفة صناعة الحدث عبر الوظيف الامثل لنتائجها.
في الطرف الاخر، هناك صورة بالضد من تلك الصورة، تتمثل في الانجرار وراء التداعيات السلبية للاحداث، بل وتعظيمها من خلال توسيع دائرة الشقاق والاختلاف والتلاوم والتخوين والاتهام والانقسام والتشظي.
الانفجارات التي تستهدف المدنيين والابرياء وكل اعمال القتل ومثيلاتها، خطر داهم (بغض النظر عن هوية الضحايا)، وهي احداث لا يقف زخمها عند حدود الخط الاول من الضحايا عندما لا تتوحد الجهود في مواجهتها، ونتبعثر تحت مطرقة اثرها، وينخرط المعظم في مسرحية الاتهامات، فيفر الجناة بعيدا بأمان، ويتركون رصاصهم، كمتوالية هندسية تتوسع في مدى اثرها، وتتضاعف الضحايا جراء المعارك الجانبية التي تشتعل على هامش الحدث الاصلي.
تأكدوا، ان الارهاب والقتلة منتشون وفرحون بإنقسامنا وصراعنا واختلافنا، ويعدون كل ذلك اضافة نوعية لمحصلة اضرار افعالهم الاجرامية.
أقرأ ايضاً
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!
- استثمار زائف في ديمقراطية مملة
- "خُوارٌ جديدٌ".. برامجُ إلْحاديّة بطرقٍ فنيّة !! - الجزء الثالث والاخير