- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
هل حصلت مناعة القطيع (Herd Immunity) في العراق ضد فيروس كورونا المستجد COVID-19؟
بقلم: د. جاسب لطيف علي الحجامي
تشهد دول العالم المختلفة في هذه الاوقات زيادة كبيرة في عدد الاصابات بفيروس كورونا المستجد COVID-19 توازيها زيادة ملحوظة بعدد الوفيات الناتجة منه مع انخفاض درجات الحرارة يقابلها انخفاض واضح بعدد الاصابات والوفيات.
في العراق والاسباب لازالت غير معروفة، ولكن هناك مجموعة من الاحتمالات اهمها احتمال حصول نوع من مناعة القطيع (Herd Immunity) ادت الى النتائج المذكورة آنفاً، وهناك جملة من المعطيات لابد من ذكرها و نأخذ دائرة صحة بغداد الكرخ انموذجاَ، و من اهم هذه المعطيات:
١- انخفاض كبير في عدد الحالات اليومية المسجلة مقابل زيادة بعدد الفحوصات، حيث كانت الحالات الموجبة تمثل ٤٠ الى ٥٠٪ من عدد الفحوصات اما الآن فلا تتجاوز ١٠٪ من عدد الفحوصات في اغلب الاحيان.
٢- ارتفاع نسبة الحالات في العزل المنزلي لاكثر من ٩٧،٧٪ من اجمالي الحالات المسجلة وهي تمثل الحالات التي لا تظهر عليها اية اعراض او تظهر عليها اعراض خفيفة، وهي اكثر من النسبة العالمية.
٣- انخفاض نسبة الداخلين في المستشفيات الى اقل من ٢،٣٪ من اجمالي الحالات المسجلة ولاول مرة منذ ظهور المرض في جانب الكرخ، وهي اقل من النسبة العالمية.
٤- انخفاض نسبة الحالات الحرجة الى ٠،٩٨٪ تقريبًا وهي اقل من النسبة العالمية.
٥- ارتفاع نسبة الشفاء الى اكثر من ٩٤٪ مع انخفاض نسبة الوفيات الى ١٪ و انخفاض نسبة الحالات النشطة الى اقل من ٥٪ و هذا افضل من كثير من دول العالم.
٦- ارتفاع نسبة الذين كونوا أجساماً مضادة لفيروس كورونا (Immunoglobulin G IgG و Immunoglobulin M IgM) ما بين ٣٠ الى ٤٠ ٪ من مجمل الذين يجرى لهم فحص الاجسام المضادة يوميا وهم من غير الذين ظهرت عندهم اصابات سابقة، وهذا دليل واضح على اكتسابهم شيء من المناعة او ظهرت عندهم اصابة بدون اعراض ولم يعلموا بها.
٧- أثبتت الفحوصات اليومية في المدارس اصابة بعض الاساتذة والطلاب من غير ظهور الاعراض عليهم وهذا ما حصل في احدى المدارس في مدينة الشعلة مثلاً حيث اظهرت الفحوصات اصابة ٨ اساتذة من اصل ٢٥ أستاذًا، اي ما نسبته ثلث العدد تقريبًا، وهذا يظهر بوضوح تطوير بعضهم او جميعهم مناعة ضد المرض ادت الى عدم ظهور الاعراض عليهم.
ومن المعطيات المذكورة آنفاً وخصوصاً ما ورد في الفقرتين الاخيرتين (٦ و ٧) يتضح ان عدداً كبيراً من سكان جانب الكرخ من بغداد قد اصيبوا ولم تظهر عليهم الاعراض او اكتسبوا شيئا من المناعة بدون ان يصابوا اضافة للذين اصيبوا و اكتسبوا الشفاء وهذا ما يطلق عليه (مناعة القطيع Herd Immunity).
واكاد اجزم ان اكثر من ثلث السكان في الكرخ او اكثر من مليون وربع المليون طوروا شيء من المناعة بسبب الاصابة المباشرة او بتكوين كمية من الاجسام المضادة لفيروس كورونا المستجد بدون اصابة تقيهم الاصابة او تجعل الاعراض خفيفة، مع الاخذ بنظر الاعتبار عدم وجود بحوث تؤكد دوام هذه المناعة لفترات طويلة حيث لازالت المعلومات عن الفيروس والمناعة المكونة ضده قليلة نوعاً ما وكذلك لايوجد دليل قطعي بعدم تكرار الاصابة مرة اخرى.
ان الالتزام باجراءات الوقاية التي اهمها التباعد بين الافراد بمسافات مناسبة وارتداء الكمامة في ظروف معينة وتعقيم اليدين في ظروف معينة (مع ضرورة عدم الافراط كما اراه عند البعض) قد تكسب الفرد مناعة تدريجية ويطور جسمه عدد من الاجسام المضادة باستمرار، وربما من النادر ان نجد شخصاً لم يدخل جسمه عدد من الفيروسات قلت او كثرت في ظل ظروف عدم الالتزام التي نعيشها في العراق.
ومن هنا اجد من الضروري الاستمرار باجراءات الوقاية حتى تتكون مناعة كافية لدى الجميع وكذلك وصول اللقاحات اللازمة حتى يتم التخلص من هذا الفيروس نهائياً.
و لا ننسى لطف الله سبحانه وتعالى ورحمته التي هي السبب الاول والاخير في كل خير يصيبنا.
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى
- هل ماتت العروبه لديهم !!!