بقلم: هادي جلو مرعي
الشيطانة، هو الوصف اللذيذ الأقرب الى كاميلا هاريس الهندية الجامايكية الأفريقية الأمريكية، الملونة التي وصلت الى قمة السباق الإنتخابي حيث نجحت في إستغلال الرئيس النعسان جو بايدن، وبعد أن كانت منافسة له في وقت سابق، وإنتقدته لمرات، صارت لاحقا شريكا له، وداعما، وأثنت عليه في مناسبات عدة، ثم مرشحة لمنصب نائب الرئيس في إنتخابات 2020 التي كسرت جبروت الحزب الجمهوري، وعنجهية الرئيس المعاند دونالد ترامب، ومكنت بايدن والديمقراطيين من الظفر بالرئاسة المهددة من ترامب وفريقه الذي تعهد بعدم التسليم، ورفض النتائج التي وصلت بمنافسه الى الرقم السحري 270 الذي يكفي ليدفع بمرشح الرئاسة ليكون سيد البيت الأبيض.
كاميلا هاريس إستفادت من حماقات ترامب، وعداوته للسود والنساء، ورغبته في إعلاء الذات ما أفقده الدعم الشعبي اللازم، وسبب تحولا في إتجاهات الرأي العام الذي إتخذ طريقا آخر أفضى الى النتيجة التي فاجأت العالم، وجعلت بايدن وهاريس المفضلين لجمهور عريض من الناخبين الذين صوتوا بطريقة غير مسبوقة وقياسية، وهو ما أنتج شكلا مغايرا في السياسة الأمريكية التي لم تعد تحتمل رئيسا من شاكلة ترامب، وتطلعاته الجامحة.
للسود حضور مختلف ومميز ولافت نتج عن جملة تطورات إقتصادية وسياسية أدت الى تغيير كبير تجسد بإنتخاب باراك أوباما الأسود رئيسا، ثم دخوله كداعم لنائبه جو بايدن ليكون الرئيس السادس والأربعين لأمريكا، لكن ذلك ليس هو الصورة النهائية للمعركة، فالسيدة كاميلا هاريس مرشحة لتكون أول سيدة تتولى الرئاسة لأسباب مرتبطة بصحة بايدن، وإمكانية غيابه، خاصة وإنه مريض، وكبير في السن، وقد يغادر الحياة، أو الى المستشفى، وهي تمتلك خبرات قانونية وإدارية وتشريعية تمكنها من تحقيق طموحاتها التي لاتخفيها إبتساماتها الصريحة خاصة حين تصرخ: لقد فعلناها ياجو.
أقرأ ايضاً
- مراقبة المكالمات في الأجهزة النقالة بين حماية الأمن الشخصي والضرورة الإجرائية - الجزء الأول
- النفط.. مخالب في نوفمبر وعيون على الرئيس القادم لأمريكا
- الأولويّةُ للمواطنِ وليسَت للحاكم