- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
إنها الحقوق يا حلبوسي وليست خاوة
بقلم: أياد السماوي
قبل الحديث عن قانون الاقتراض الذي أقرّه مجلس النواب العراقي فجر يوم الخميس المصادف 12 / 11 / 2020 , أتوّجه بأعطر التحايا إلى الكتل الشيعية التي أفقدت رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي توازنه , ومعهم مجموعة الثلاثة عشر نائبا سنيّا من الجبهة العراقية الذين دخلوا قاعة المجلس لإكمال النصاب الذي تآمر عليه محمد الحلبوسي حتى اللحظة الأخيرة , كما أتوّجه بالتحية بشكل خاص للنواب عبد الهادي السعداوي وثامر ذيبان وناجي السعيدي لموقفهم المشرّف خلال الاجتماعات التي سبقت جلسة التصويت .. عدد من النواب الذين اتصلنا بهم , تحدّثوا لنا عن الضغوط الكبيرة التي مارسها رئيس الجمهورية برهم صالح ومحمد الحلبوسي على اللجنة المالية من أجل تمرير الفقرة الخاصة بكردستان .. النواب الكرد الذين انسحبوا من الجلسة ولم يصوّتوا على القانون , كانوا يريدون الاستمرار على قاعدة ( الإقليم يأخذ ولا يعطي ) التي سار عليها رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي وخلفه رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي .. ولهذا فعندما يلزم القانون إقليم كردستان بتسديد أقيام النفط المصدّر من الإقليم وبالكميات التي تحددها شركة تسويق النفط العراقية ( سومو ) حصرا وكذلك الإيرادات غير النفطية الاتحادية , ويمنع في الوقت ذاته تسديد أي نفقات للإقليم ما لم يلتزم الإقليم بهذا القانون ويحمّل المخالف المسؤولية القانونية .. يفقد رئيس المجلس محمد الحلبوسي تماسكه ليخرج عن طوره ويصف القانون بأنّه ( خاوة ) .. متوّهما أنّه بهذا الموقف الانتهازي المخادع سيخدع الكرد ويستميلهم إلى جانبه في رفض جهود ومساعي الجبهة العراقية التي تسعى للإطاحة به من منصبه .. وكأنّ التأكيد على حقوق المحافظات الوسطى والجنوبية هي خاوة !!!
بعض السياسيين يعتقدون أنّ الموقف المشرّف لنواب الجبهة العراقية الثلاث عشرة الذين أكملوا نصاب الجلسة وكسروا ابتزاز النواب الكرد ومعهم نواب سنّة الحلبوسي , سيدفع بالكرد لاتخاذ موقف مناهض لمساعي الجبهة لإقالة الحلبوسي من منصبه .. وربّما يكون هذا صحيحا .. لكن لو تمّ اتخاذ مثل هذا الموقف من قبل الكرد , فسيكونوا قد أخطأوا خطأ جسيما بحق الشيعة قبل السنّة الذين أجمعوا على إقالة الحلبوسي ..لإنّ إقالة الحلبوسي لم تعد مطلبا سنيّا فحسب , بقدر ما هو مطلبا واستحقاقا وطنيا بات ضرورة لإنقاذ البلد من الضياع.
وبدورنا نسأل مصطفى الكاظمي الذي أراد إحراج مجلس النواب بموضوع رواتب الموظفين ونقول له , ها هو مجلس النواب العراقي قد أعاد الكرة مجددا إلى ملعب الحكومة , فماذا أنت فاعل يالكاظمي ؟؟ هل ستعود بعد شهرين للاقتراض مجددا لتسديد العجز في موازنة 2021 ؟
أم أنّك وفريق الذي أحاط بك قد نويتم على سحب احتياطي البنك المركزي العراقي من خلال الاقتراض ؟ ومن ثمّ الهرب إلى خارج العراق بعد أن ينهار البلد ؟ وهل تعتقد أنّ الشعب العراقي سيسمح لك ولفريقك أن تدمروا العراق وتحرقوا الأخضر واليابس وتهربوا ؟
لا وألف لا يالكاظمي ..نجوم السماء أقرب إليك من حرق العراق وتدميره .. وإذا كنت تراهن على دعم جهة سياسية بعينها , فاعلم أنّ هذه الجهة السياسية ستتخلى عنك وتتمسك بالعراق متى ما تيّقنت أنّ بقاءك خطرا على البلاد والعباد .. في الختام أقول .. وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون .. صدق الله العلي العظيم.
أقرأ ايضاً
- حماية البيانات الشخصيَّة
- الجنائيَّة الدوليَّة وتحديات مواجهة جرائم الكيان الصهيوني
- التعدد السكاني أزمة السياسة العراقية القادمة