- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
استثمار آثارنا في متاحف العالم
حجم النص
بقلم: علي لفتة سعيد
تتوزع آثارنا بين متاحف العالم وهذا امر مهم وغاية في الاهمية، والامر الاهم أن تقوم الجهات الحكومية بالعمل على استرجاع هذه الاثار الى العراق لأنها ملك عراقي ولا يجوز المتاجرة بها، وعلى الرغم من ان الارقام الحقيقية غير معلنة عن عدد القطع الاثارية العراقية، سواء منها في المتاحف المختلفة او المسروقة التي ضبطتها سلطات الدول، التي تم تهريب القطع إليها، لذا فان الأمر يحتاج الى الكثير من العمل الجدي، فضلا عن التفكير الحقيقي البعيد عن العواطف والمجاملات، وهو ما يجعل الامر يثير السؤال التالي، ماذا بعد أن تعود القطع الاثارية الى العراق؟
إنَّ الاجابة لا محالة انها ستكون أغلبها في المخازن أو السراديب، التي تشبه قاصات البنك المركزي العراقي او في أحسن حالاتها سيتم عرضها في قاعات المتحف العراقي، الذي لا يزوره أحد او ليست هناك عملية تفعيل لجعل المتحف واحدا من الاماكن السياحية، التي تفخر بها وزارة الثقافة والسياحة وأن يكون المتحف واحدا من معالم العراق كما هي متاحف العالم، بما فيها متاحف الدول العربية ومصر ولبنان كمثال.
إنَّ اعادة القطع الاثارية والتحف او اي شيء عراقي الى العراق لن تكون له فائدة مادية خارج نطاق الاحتفاظ بها، لكونها ارث العراق التاريخي والحق الشرعي، ولكن لماذا لا يمكن الاستفادة منها بطريقة أخرى؟ لماذا لا نفكر بطريقة تجعل هذه الاثار امام انظار العالم ليدرك سر العظمة وصناعة الحضارة في بلاد وادي الرافدين، سواء من اول الخليقة الى آخر قطعة تم تهريبها، مادام المتحف العراقي عبارة مكان رائع ولكن بلا جمهور، الا من سفرات مدرسية مجانية وقد ذرفنا الدموع حين تم نهبه وسلبه بعد احداث عام 2003.
إنَّ المقترح الذي نود طرحه ونريد الوزارة او الحكومة العراقية أن تدرسه بشكل جيد ومسؤول وبعيدا عن العاطفة والحق الشرعي، ان تتفق مع المتاحف العالمية لاستثمار القطع في متاحفها لقاء نسبة من واردات تلك المتاحف ومن ثم تحويل هذه الواردات الى عملة اجنبية، يمكن الاستفادة منها في تنمية الواقع الثقافي، بل الواقع الآثاري في العراق الذي فيه مئات المواقع التي لم يتم بحثها واكتشافها والتنقيب فيها.
إنَّ عملية الاستثمار ستجعل العالم يرى الآثار العراقية وهي شاخصة في متاحف راقية وكذلك الاستفادة المادية منها، وليس الاقتصار على القطع التي يراد اعادتها، بل حتى على القطع المعروضة في الوقت الراهن في المتحف ان تتم المطالبة بالحصول على المال لقاء استثمار هذه القطع من قبل تلك الدول، انه مقترح عرض الاثار بطريقة الاستثمار ريثما تكون لدينا فرصة ليكون المتحف قبلة السياحة العراقية.
أقرأ ايضاً
- توقعات باستهداف المنشآت النفطية في المنطقة والخوف من غليان أسعار النفط العالمي
- استثمار زائف في ديمقراطية مملة
- هل سيشهد العالم موت الأمم المتحدة؟