بقلم: بركات علي حمودي
بعد اقتراب بايدن من البيت الابيض، سيظن من اتى (مُرغماً) بالكاظمي رئيساً للوزراء، ان الوقت قد حان لاقالته بعد انتهاء حقبة ترمب وتصورهُ ان تظاهرات تشرين قد انتهت بسبب انسحاب المعتصمين وازالة الخيام، وقد تكُن ظنون هؤلاء صحيحة لحد معين لاقالته خاصةً مع وجود الحجة المناسبة الا وهي تاخر الرواتب وحنق الموظفين، وما الكتل السياسية الا صاحبة (الغيرة على الموظفين والشعب عامةً) !
بيد ان على الكاظمي الذي يتعرض لضغوط شتى، منها منعه من الاقتراض لتسديد الرواتب، عكس العبادي الذي سهلّ له البرلمان الاقتراض من اجل تسيير رواتب الموظفين وادامة الحرب على الارهاب في وقتها، اقول ان على الكاظمي مصارحة الشعب و تبيان حقيقة الكثير من الامور وتوضيح المُبهم فيما يجري وعدم الاكتفاء بالسياسة التي يفكر بها على صعيده الشخصي وهي:
( العمل رئيساً للوزراء لفترة معينة ليضع العراق على السكة الصحيحة اقتصادياً عبر الورقة الاقتصادية البيضاء ومن ثم تسليم مهامه الى رئيس وزراء مُنتخب جديد و لخروج من المنصب دون التفكير بمستقبل سياسي، بقدر اتمام المهمة كأي رجل مخابرات في الظل لا يريد الثناء او البحث عن الاضواء وان كان مصوره الماهر بنجويني عمل على ذلك)!!
انت يا مصطفى الكاظمي لا تحكم بلد اوربي او اي بلد آخر متقدم تحكمهُ مؤسسات دولة رصينة فيها العمل متكامل حيث يأتي رئيس الوزراء التالي ليكمل ما بدأهُ الذي قبله، على العكس .. فأن اول انجاز لرئيس الوزراء الذي سيأتي بعد اقالتك او بعد الانتخابات القادمة ان بقيت انت لتشهدها، فسيكون الغاء ورقتك الاقتصادية التي يعلم كل ذي بصيرة او اي انسان يحمل كماً من الوطنية انها ورقةٌ اصلاحية فعلاً ستخدم اجيالنا القادمة عبر انهاء الاعتماد على النفط مستقبلاً وحصر النفقات الان بشكل سريع وعدم التوظيف لعدة سنوات قادمة !
ولسوء حظك او سوء حظنا او حظ اجيالنا القادمة، فأنك تحكم الان شعبٌ فقدٓ صبره، و كل ما وعدت به سابقاً يريد منك انجازه الان و ليس غداً، و هو بالفعل لم يرى منك مُنجزاً على الارض، شعباً جُلهُ من الموظفين والعسكر والمتقاعدين والعاطلين والفضائيين، لا يعرف ما هي ازمة انخفاض اسعار النفط ولا حصر النفقات ولا (شد الحزام من اجل اجيالنا القادمة) شعب يرفع شعار بوجهك وبوجه الذي سيأتي بعدك: (شبعني اليوم و جوعني باچر).
انت رئيس وزراء وسط كتل سياسية لا يهمها الوطن او الشعب ولا يهمها ما سيحدث لاجيالنا القادمة قريباً، فهُم يعملون لاجيالهم القادمة في اوروبا وامريكا ولن يضرّهم ما سيحدث لنا قريباً في السنوات القادمة حين يصبح النفط اخر متطلبات الدول الصناعية ليصبح بذلك بلا قيمةٌ تُذكر.
فهذه الكتل السياسية تعمل الان على اسقاطك خصوصاً بعدما خُيل لهم ان بايدن هو اوباما الثاني الذي ادار وجهه للعبادي من قبل في المانيا، كاشارة انه لن يكترث للعراق و ما يحصل به، ولهذا سيعمل هؤلاء على اسقاطك بعد اشهر قليلة او الوصول بك للانتخابات بحسب ما هم يريدوه، حيث لا حصر للسلاح و لا منع المال السياسي في المشاركة في الانتخابات، ليعود كل شيء على حاله قبل عام 2018، وبأنتظار الانهيار الاقتصادي الكامل بعد سنوات قليلة ان استمرت السياسة الاقتصادية كما هي، هذا ان افترضنا بقاء العراق موحداً اصلاً !
بصراحة .. هم يسبقونك حالياً بخطوات و يحركون جيوشهم الالكترونية عليك واعلامهم الذي يشبه اعلام (البعث) في تزوير الحقائق و تزوير الاحداث، فيتحدثون عن اتفاقيةً صينية انت اضعتها وجئت (بالفول والكشري المصري) وجئت بالسعودية لتسرق المياه الجوفية من صحراء السماوة و انك تأخر الرواتب متعمداً من اجل تجويع الشعب تنفيذاً لخطة امريكية، و انك تسعى لتهميش الشيعة وانك وانك وانك !
كذلك انت لم تُرضي شباب تشرين الذين كانوا السبب بوصولك لاعلى هرم السلطة وهذا ما اعترفت به انت، فالمتظاهرون يإسوا من كشف القتلة، و يأسوا من حصر السلاح، و يريدون منك فقط حمايتهم من رصاص الغدر الذي تعرضوا له امس في البصرة.. ما الذي يمنعك من ارسال كتاب اقالة محافظ البصرة الذي شهدت محافظته حوادث القتل؟
انت ان قمت بارسال كتاب اقالته للبرلمان وامرت برفع يده عن العمل فأنك ستحرج الكتل السياسية وتكسب المتظاهرين الذين فقدت ودهم للاسف !
ولهذا ان كنت لا تستطيع حتى اقالة محافظ او احراج الكتل السياسية بارسال كتاب اقالته الى البرلمان لان محافظته تشهد "حفلات قتل"، وان كنت لا تستطيع فرض رؤيتك الاقتصادية بسبب عرقلة الكتل لذلك وان كنت لا تستطيع حصر السلاح بيد الدولة لان من يحمل السلاح اقوى من الدولة، فالافضل هنا الخروج بخطاب المصارحة، واعرض الحقائق للشعب وابرأ ذمتك مع الشعب والوطن والتاريخ، فأما ان يقف الشعب معك ويتفهمك ويصبر معك وعليك، او استقيل وليأتي بعدك من يعطي العطايا والرواتب ويوظف الملايين من اجل ان ينتخبونه في الانتخابات القادمة !.