بقلم: بركات علي حمودي
في بيان غريب كتبهُ رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي، رداً على تصريحات وزير المالية الحالي علي علاوي، جاءت فيه ارقام اثارت سخرية العراقيين وحنقهم بنفس الوقت.
فالرجل ازبد و ارعد و استنكر موجات التصريحات المضادة عليه التي القت باللائمةُ عليه نسبياً بتدهور الوضع الاقتصادي بسبب نهجه الاقتصادي المُبهم، حيث جاء الرجل بارقام تحدث فيها، ان دخل الفرد العراقي قد زاد لـ 5841 دولاراً بعدما كان اقل من ذلك قبل استلامه للحكم، فأثار هذا الرقم سخرية العراقيين الذين يعانون من ازدياد نسبة الفقر التي وصلت لنصف المجتمع العراقي في بلد يعتبر صاحب الاحتياطي الثاني للنفط عالمياً !
وكذلك تحدث عن ازدياد انتاج الطاقة الكهربائية بنسبة 23% عن السابق، وكأنه ادخل وحدات توليدية جديدة في ليلة وضحاها، بينما كان وضع الكهرباء بعد خروجه من السلطة مباشرةً في ايار الماضي في اسوء حالاتها، والسبب ان حكومة عبد المهدي لم تقم اصلاً بصيانة المحطات الكهربائية كما كانت تفعل الحكومات السابقة قبل موسم الصيف، وهذا ما سبّب انهيار المنظومة الكهربائية لقرابة شهر كامل او اكثر في الصيف الحالي قبل ان تتحسن الطاقة بسبب اجراء بعض الصيانة هنا وهناك وكذلك تحسن حرارة الجو وانخفاضها تدريجياً !
استرسل الرجل بمقاله الطويل شاكياً من الظلم الذي لحق به وبفترة حكمه، والقى بمسؤولية ما حدث من انهيار اقتصادي (ضمنياً) على المتظاهرين الذين خرجوا في تشرين 2019 واسقطوه بعد حين بسبب ضغطهم الشعبي وبدعم المرجعية الدينية التي دعت مجلس النواب الى اعادة النظر بالحكومة السابقة، ليقوم الرجل طواعيةً بكتابة ورقة استقالته التي كان دوماً ما يدعي وجودها في جيب سترته ويلوح بها مُذ كان وزيراً للنفط ونائباً لرئيس الجمهورية يستلم منها منافع اجتماعية تبلغ مليون دولار شهرياً عداً و نقداً وباعترافه شخصياً من على شاشة التلفزيون، فضلاً عن راتبه الاسمي (المُبهم) !
إذاً .. متظاهروا تشرين هم السبب في الانهيار الاقتصادي (ضمنياً) بحسب ما لمح به عبد المهدي، لكن لماذا لم تكتب في احصائيتك (العصماء) ارقام الشهداء الذين سقطوا في عهدك يا دولة الرئيس (السابق)، ارقام شهداء تجاوزوا 600 شهيد و الآف الجرحى سقطوا في عهدك ؟
لماذا لم تذكر وانت القائد العام للقوات المسلحة، ارقام القنابل المُسيلة للدموع التي اخترقت جماجم الشباب وطلقات رصاص القناصين ؟ لماذا يبقى الدم العراقي غائب عن ضمير اصحاب الكراسي ؟
متى يخرج لنا اصحاب السلطة في العراق ليعتذروا عن ما فعلوا وما فشلوا وما افسدوا ؟ ولو كذباً ورياءاً وتمثيلاً كما فعل عبد الناصر بعد نكسة 67 عندما خرج للشعب المصري وقال (اني اتحمل مسؤولية ماحصل واتنحى نهائياً عن اي منصب رسمي) !
نُلقي فشلنا على ابناءنا، وابناءنا يُذبحون على مذبح الوطن في سبايكر وتشرين، بلا ذنب اقترفوه غير انهم ارادوا وطن في زمن كهول السياسة !
أقرأ ايضاً
- ضمانات عقد بيع المباني قيد الإنشاء
- قل فتمنوا الموت إن كنتم صادقين... رعب اليهود مثالاً
- كربلاء دولة الإنسانية والحسين عاصمتها