- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
العبادة بلا معرفة تخدم عدوك وحذرك منها امامك
سامي جواد كاظم
تمر عليَّ اوتات يعجز فيها العقل عن الكتابة وكأن الافكار نفذت هذا اضافة الى العامل النفسي الذي نتعرض له نتيجة ظروف هذه الحياة ولكن بالنتيجة لا بد لي من الكتابة فماذا افعل ؟ اتصفح الكتب التي فيها احاديث الائمة عليهم السلام لاقرا النادر منها وماغفلت عن معناه .
قادتني القراءة امام حديث مر علي مرارا والبحث في معناه كان سطحيا ، لكن في حقيقة الامر توقفت كثيرا عنده وخاطبت نفسي ومجتمعي وبالصراحة الصحيحة الصريحة ، الحديث جاء باكثر من مصدر وباشكال مختلفة متقاربة المعنى ، عن الإمام علي عليه السلام: (.. من اعتدل يوماه فهو مغبون،..) ، واخر كذلك عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: (من استوى يوماه فهو مغبون، ومن كان آخر يوميه خيرهما فهو مغبوط، ومن كان آخر يوميه شرهما فهو ملعون، ومن لم ير الزيادة في نفسه فهو إلى النقصان، ومن كان إلى النقصان فالموت خير له من الحياة) .
هذا الحديث هو الطريق الصحيح للارتقاء بالمجتمع ولكن العجيب اننا غفلنا المطلوب منه وهناك من يعتكف للعبادة فقط ويبحث عن المستحبات ويهدر وقته للحديث عن المناسبات وهذا كله ظهر لنا جليا بفضل مواقع التواصل الاجتماعي ، فصلاتك اليوم هي نفسها غدا وصومك في رمضان هو نفسه من بعده وحجك هو نفسه في العام القادم فما المقصود باختلاف اليوم عن غدا ان لم تكن العبادة ؟ انه العمل والمعرفة والتطور والبحث عن الجديد لا البحث عن مناسبات لا اعلم كيف ثبتت وكيف صرفت عليها الجهود ففي الوقت الذي هنالك ثلاث روايات عن استشهاد الامام الرضا عليه السلام اجد رواية واحدة ثابتة عن وفاة اخته ، وفي الوقت الذي انهض صباحا وافتح مواقع التواصل الاجتماعي فارى ذكرى وفاة عالم ومرور اربعين يوما على وفاة جدتي وصديقي انتقل الى رحمة الله واليوم تعرضت لحادث دراجة واخر كان في مادبة طعام وووو ، انه يوميا ينشر منشور يختلف عن الذي نشره في الامس هكذا يكون يومه افضل من امسه ويختلف عنه ولا يعادله !!!!! ؟
هذا يبحث عن الصلوات المستحبة بينما وضع عقله في مجمدة حتى لا يفكر بما يجب عليه من معرفة لمواكبة التطور في العالم وان راى ما اكتشفه الغرب سيقول انه في القران موجود ، فلماذا لم يكتشفه جنابك ، واخر يفكر بالاسلحة المتطورة كيف سيواجهها المنتظر حين الظهور ويبدا بالفلسفة ، اخي فكر انت بافضل منها حتى تكون من انصار المنتظر .
ابن البيطار عالمُ زمانه في علم الصيدلة و الحسن ابن الهيثم عالم زمانه في البصريات، و الرماح عالم عصره في الصناعات العسكريّة و ابن الرزاز الجزري عالم الميكانيك و الإدريسي عالم الجغرافيا النادر، وابن سينا عالم الطب والفلسفة والمنطق والرياضيات، وبرحيلهم سلمنا القيادة لغيرنا وتركنا ايامنا تتساوى بل غدنا اسوء من امسنا ، وها هم يتداولون الزمن الجميل يتغنون بالامس ويا ليته يعود فاية امة بائسة هذه ، وذاك شغله الشاغل التراث واسماء الازقة والمحلات ، بينما القطار يسير بالغرب نحو القمة ومن يحاول ان يقتحم المعرفة يصطدم بنظام حكومي فاسد فيلتحق بالغرب ليبدع عندهم ويستنهض معرفته لخدمتهم ومن لم يلتحق بالغرب يتغنى بالماضي او يلتفت الى علوم لا تنهض بالمجتمع .
واما الوظائف الحكومية فهي اغلبها او حتى على الاطلاق وظائف للجمود الفكري والتحصيل المادي فقط ولا نجد او من النادر جدا تجد موظفا يبدع بعمله ويوميا ياتي بجديد ، وكلنا نتهرب من المسؤولية لنلقيها على عاتق غيرنا بل حتى لانعرف كيف نتعامل مع المبدعين وياويله من كان ماضيه اسود وتاب وسلك طريق المعرفة وابدع فانه سيجد المجتمع يعيره بماضيه ، او حتى لو كان انسانا بسيطا ومن ثم تدرج بالمعرفة سيقولون عنه انه كان يبيع حلاوة هكذا نحن .
نبكي على الائمة ونبحث عن وفياتهم ولو كانت عشر روايات للامام الواحد سنحزن عشر مرات ، واما الاولياء والعباد الصالحين فلا اعلم كيف ثبتت مناسباتهم ؟
اخيرا اعلم ان هنالك من سيقول انني احث على ترك رموزنا وعباداتنا ولكن اقول ما تقومون به هو الخطوة الثانية ولو اتقنتم الخطوة الاولى خطوة العلم والمعرفة فانكم ستعيشون المناسبات بكل ايمان وتفاعل ، عندما تعيش مبادئ الحسين عليه السلام ستبكي عليه بحرقة لتعلم كم عانى وقاسى سيد الشهداء من اجل الاسلام والمسلمين ، قسموا يومكم على كل ما ينهض بكم وبمجتمعكم العمل والمعرفة من غير عبادة تصبح خطرا علينا والعبادة من غير معرفة وتطور تسلط الغرب علينا ونصبح رهن اعمالهم الدنيئة
وتذكر اذا تساوى يوماك فالموت افضل لك هذا ما يقولوه الامام الصادق عليه السلام