تعد صحة الانسان من الأمور التي تحرص على سلامتها جميع دول العالم إذ تكون الغاية الأساسية التي تعمل الدولة على وقايتها من الأوبئة والأمراض خاصة تلك التي تنتقل عبر الأطعمة المكشوفة والملوثة التي يتم تداولها في المطاعم المتنقلة، أما في العراق فقد أصبحت صحة المواطن شيئا ثانويا، بسبب انتشار المطاعم غير النظامية وغير الصحية وبشكل كبير والتي يعود سبب انتشارها لقلة فرص العمل التي دفعت بالكثير من الشباب إلى العمل في هذا المجال علما إنهم يفتقرون للخبرة وكافة الشروط الصحية والقانونية.
هذه الظاهرة تعد الأوسع انتشاراً في جميع محافظاتنا وخاصة في كربلاء إذ لا يخلو شارع منها كونها لا تحتاج سوى لأدوات بسيطة تستعمل لإعداد الأكلات السريعة
يقول (جاسم حميد) صاحب مطعم في منطقة حي الحر \"ان الظروف الاقتصادية الصعبة وانعدام فرص العمل هي التي اضطرتنا للعمل بهذه المهنة التي تتطلب جهدا كبيرا، مضيفا إنه في حال توفر فرص عمل حقيقية له سيتخلى عن مزاولة هذا العمل، داعيا الجهات الرسمية بضرورة تسخير جهودهم في مجال إيجاد فرص عمل للشباب بغية إنهاء وجود مثل هذه الظواهر التي تسهم في حرق تلك الطاقات الشابة.
(حسن كاطع) صاحب (مقهى في الشارع السريع مجاور جامعة أهل البيت ) يوضح ان هذا الشارع انتشرت فيه في الفترة الأخيرة بالذات المقاهي التي يرتادها الكثير من الشباب يوميا وان لديه زبائن يرتادون المقهى كل يوم، وتم استغلال المقهى كي يزيد من رزقه إلى إعداد الدجاج المشوي بالتنور وخصصت جزءا من المقهى للعوائل أسعارنا مناسبة ولذلك تجد المقهى يزدحم بالشباب منذ بداية المساء ولغاية ساعات متأخرة من الليل.
وناشد كاطع الجهات الحكومية المسؤولة أن تجد لنا تعيينات كي نتخلى عن هذه المقاهي ولكن من أين نعيل عوائلنا فلا يوجد لدينا خيار غيرها، أنا خريج كلية الإدارة والاقتصاد منذ عام 1996 ولغاية ألان ولم أجد لي وظيفة!!!.
أما من جانب المواطنين فقد كانت آراؤهم متفاوتة مابين رافض ومؤيد لهذه الظاهرة إذ يقول (وليد محمد) إن هذه المطاعم تستغل معظم الأرصفة ما يؤثر على المارة الذين يضطرون للنزول إلى الشارع للسير، لاسيما الفتيات اللواتي يتحرجن من المرور بالقرب منها لكثرة الشباب المتواجدين حولها واغلبهم من العاطلين عن العمل ، هذا إلى جانب الأدخنة والدهون المتطايرة التي تنبعث منها والتي يتعرض لها المارة في حال ساروا بالقرب منها.
أما المواطن (علي محسن) فيقول كيف لدائرة البلدية في كربلاء أن تغض النظر عن تجاوز الكثير من أصحاب هذه المطاعم على أرصفة وساحات الشوارع الفارغة، وحتى بنائها غير المنظم وكيف لدائرة الصحة ان تغفل عن هذا العدد الهائل الذي اخذ يتزايد يوميا فأين الدور الرقابي الذي يزاولونه حسب أقوالهم وتصريحاتهم؟.
فيما ترى المواطنة أم سما انه لا ضرر في انتشار هذه المطاعم بل على العكس هي توفر المأكولات السريعة بأسعار\" رخيصة\"، وإنها ترفع عنها عناء إعداد العشاء لزوجها لأنه يأكل منها يوميا عندما يخرج مع أصحابه إلى المقهى.
[img]pictures/2011/01_11/more1294076017_1.jpg[/img][br]
من جانبه قال (الدكتور صالح الحسناوي) وزير الصحة الاسبق إن القانون لا يسمح بفتح أي مطعم إلا بإجازة ومراقبة صحية، وزارة الصحة هي الجهة الإشرافية والتفتيشية، ولكن وزارة الداخلية جهة تنفيذية.
واضاف: جزء كبير من حل هذه المشاكل يقع على الحكومات المحلية لان وزارة الصحة الاتحادية لا يمكن أن تراقب كل هذه الخدمات في كافة محافظات العراق، نعم نشرع القوانين ونضع نظام المراقبة ولكن آليات تنفيذها على الحكومات المحلية ومتابعة هذه الظواهر لان الأضرار بالصحة العامة هو اشد ضرر يتعرض له المواطن.
وتابع القول: عندما تذهب شعبة الرقابة الصحية وتقرر غلق مطعم معين لمخالفته الشروط الصحية الجهة التي تنفذ ليست وزارة الصحة التنفيذ عن طريق الشرطة المحلية، هذا التعاون القطاعي في كل مدينة يجب أن تشرف عليه السلطة الإدارية في المدينة وهذا نظام إداري في كل مكان في العالم.مشيرا الى ان للحكومات المحلية دورا كبيرا من الناحية التشريعية والرقابية فعليها أن تراقب هذه الحالات وتشكل فرقا لمساعدة فرقنا التفتيشية في غلق هذه المطاعم غير المجازة.
(دكتور عزيز جابر) مدير شعبة الرقابة الصحية قال: يتم حاليا محاسبة المطاعم المجازة فقط لاننا لانستطيع ان نغلق المطاعم التي اصبحت تنتشر وبشكل كبير ، ارسلنا العديد من الكتب الرسمية الى الجهات المسؤولة التي يهمها الامر فلم يصلنا أي جواب لغاية الان من أي جهة، ستبقى هذه المطاعم تجتاح المدينة لغاية ان نشهد تحركا معينا وتشكيل فرق تهتم بهذا الامر.
واضاف: ان التجاوزات على الساحات والأرصفة هي معلنة أمام الجميع وليست مخفية لذلك نطالب الجهات ذات العلاقة بالتعاون معنا (الشرطة والبلدية والبيئة وغيرها من الجهات التي يخصها هذا الامر) كي نصل الى مجتمع صحي خالٍ من الامراض والتلوثات حيث حصلت حالات تسمم عديدة من جراء تناول بعض الاطعمة من هذه المطاعم والمقاهي.
انتشار هذه المطاعم وبشكل متزايد يضع على الجهات المعنية مسؤولية مهمة الا هي ايجاد آليات سريعة توقف هذا الانتشار المخيف كون صحة الفرد جزءا من صحة المجتمع الذي لابد ان يكون معافى كي يتم بناء الوطن السليم ..
تحقيق/تيسير عبد عذاب
أقرأ ايضاً
- تستقبل طلابها في العام المقبل :العتبة الحسينية تُشـّيد جامعة تقنية تضم معاهد واقسام نادرة في العراق
- تحول إلى محال تجارية.. حمّام اليهودي في كربلاء (فيديو)
- مستشار السوداني : إنهاء مهام يونامي لن يؤدي إلى عزلة العراق