بقلم: أياد السماوي

لا أعتقد أنّ لديكم متسعا من الوقت لممارسة التسويف والمماطلة والخداع في تلبية مطالب الشعب الثائر بعد خطبة المرجعية العليا يوم أمس الخامس عشر من تشرين الثاني , وأنا واثق أنّكم قد فهمتم واستوعبتم أنّ خطبة يوم أمس لم تكن خطبة كباقي خطب الجمعة , بل زلزالا مدمرا على الفساد المتفاقم وأهله والخراب المستشري على جميع الأصعدة بسبب توافقاتكم من مختلف المكوّنات على جعل الوطن مغانم تتقاسمونها بينكم وتتغاضون عن فساد بعضكم للبعض الآخر.. كما أني واثق أيضا أنّكم جميعا قد فهمتم رسالة المرجعية العليا إلى من بيدهم السلطة بأنّ مرحلة ما بعد الاحتجاجات لن تكون كما كان قبلها في كل الأحوال.. وأضع خطين تحت كلمة في كل الأحوال.

أنا أفترض أنّكم جميعا قد استوعبتم فحوى رسالة المرجعية العليا إليكم , وأفترض أنّكم قد أدركتم أنّ مرجعية الشعب الدينية العليا , لن تكون إلا مع الشعب في خلاصه من سارقي وناهبي أموال الشعب , وأفترض أيضا أنّكم قد تهيأتم جميعا للرحيل بدون سفك المزيد من الدماء , لأنّ الاستمرار في سفك الدماء كما حدث مساء أمس في ساحتي التحرير والخلاني , سيضعكم جميعا أمام طائلة القانون بتهمة قتل أبناء شعبكم وسفك دمائهم.. وأعلموا أنّ الشعب الذي انتفض على فسادكم يرفض رفضا قاطعا قيادتكم لأي إصلاح , لأنّكم وكما شخّصتكم المرجعية العليا غير قادرين على تلبية مطالب المتظاهرين حتى في حدودها الدنيا.

دولة رئيس الوزراء.. أقولها لك بكل صراحة ووضوح لقد خيّبت ظننا بك من اليوم الأول الذي اعتليت فيه كرسي رئاسة الوزراء , حين قبلت هذا الكرسي اللعين خلافا للدستور , وزادت خيبتنا بك عندما ضحكت على أبناء شعبك في أكذوبة النافذة الألكترونية , وتيّقنا أنّك فاسد ولا تختلف عن كل الفاسدين الذين سبقوك حين قبلت بحكومة فرضتها عليك الكتل الفاسدة المتحاصصة , حيث كانت حكومتك من أسوء الحكومات فسادا بعد سقوط الديكتاتورية , ومما زاد من غضبنا وحنقنا حين تصرّفت بأموال الشعب تصرّف المالك بملكه , وكأنّ أموال الشعب أرث ورثته عن أبيك لتهبها إلى الإنفصالي مسعود خلافا للقانون والدستور، وأخيرا ما يتعرّض له أبناء الشعب من قتل وخطف يجري أمام ناظريك من دون أن تفعل شيئا لإيقاف هذه العصابات التي فتكت بأبناء شعبك.

رسالتي للرئاسات الثلاث دون استثناء.. أن ترحلوا جميعا وتتركوا مهمة الإصلاح للشعب العراقي الذي سفكتم دمائه وسلبتم حقوقه.. ورسالة المرجعية العليا إليكم أن ترحلوا.. إرحلوا غير مأسوف عليكم.