بقلم: ماجد الشويلي
يتمتع الحشد الشعبي بجملة من الميزات والخصائص التي تميزه عن غيره من الاجهزة الامنية والعسكرية في البلاد.
هذه العناصر التي توفر عليها بقوة ؛ جعلته مهوى قلوب المستضعفين في البلاد ومتعلق آمالهم، والحصن الذي يأوون اليه ويحتمون بكنفه عند الشدائد.
جعلته مرمى لسهام الاعداء وغرضا لدسائسهم الخبيثة والمريضة، ليس لشئ غير انه الجهة الامنية الوحيدة التي انبثقت بواعز ديني (فتوى المرجعية) باحلك محطة مفصلية من حياة هذا البلد، خير فيها بين انهياره ومحو اسمه من خارطة الوجود او الصمود والانتصار ؛ فتمكن العراق بحشده المبارك ان يحمي الارض والعرض والتاريخ والحضارة والمستقبل.
ومن هنا فان وجود الحشد يعد نحو من تعبير الامة عن ارادتها وحقها بالوجود عزيزة كريمة، وبما انه قوة شعبية دينية عقائدية فقد تفوق بعدته وعديده على كثير من جيوش العدوان الخليجي، وهنا مكمن خوفهم وخشيتهم منه.
ولقد كان للبعد العقائدي الراسخ في بنيته وتركيبته الاثر البالغ بدحر داعش الارهابي، فتنظيم داعش كان يقاتل بعقيدة وان كانت فاسدة الا انها كانت تمنحه زخما قويا للقتال والمطاولة.
ولم يكن بوسع الجيوش النظامية في العادة ان تقاتل بنفس الزخم العقائدي الذي تحمله داعش، وبذات الطريقة التي اعتمدتها في القتال وهو (الجمع بين تكنيكات حرب العصابات والحروب النظامية)، الا ان الحشد الشعبي كان يملك هذا الاستعداد واثبت براعته وتفوقه فيه. لجهة انه يحمل عقيدة دينية صحيحة وسامية، وخبرات قتالية متراكمة وفريدة وكما يقال (ان الحديد لايفله الا الحديد).
إن نشأة الاعم الاغلب من قادة الحشد وتربيتهم والبيئة الايمانية التي ترعرعوا فيها وجهادهم المرير في مقارعة نظام الطاغية صدام ومواجهتهم الاحتلال الامريكي وطرده من ارض العراق قد راكم لديهم الخبرات القتالية ومنحهم معنويات عالية توجت بدحرهم داعش والتغلب عليها.
كما إن من يلحظ حياة الحشديين ويقترب منهم يشعر وكأن تراتبية الرتب العسكرية قد الغيت بينهم الى حد يصعب معه التمييز احيانا بين القائد وجنده، نظرا لما بينهم من حميمية والفة يصعب ان تجد لها نظيرا في الجيوش النظامية مع جل الاحترام والتقدير لها.
لكننا في صدد التوصيف لحالة ماثلة امامنا ويمكن لاي متتبع ان يقف عليها او يتلمسها بسهولة.
لهذه الاسباب وغيرها مما يطول شرحه بات وجود الحشد بالنسبة لابناء الشعب العراقي بل وللدولة العراقية، يمثل خيارا وجوديا لايمكن التنازل عنه او التهاون بدعمه، بل بات يمثل معيارا لاختبار النوايا فمن كان مع العراق وشعبه فهو مع الحشد وبقائه بالضرورة، ومن كان على غير ذلك فهو ضد الحشد او يعمل على اضعافه.
أقرأ ايضاً
- لماذا ترتفع درجات الحرارة في العراق؟
- لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ ..اصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة
- لماذا أتذكر الجعفري؟!