سامي جواد كاظم
الشباب متوسط عمرهم 20 الى 25 سنة وهذا العمل يعني انهم لم يعيشوا ولم يعيوا على ظلم طاغية العراق بل تفتحت عيونهم على ما جرى في العراق بعد السقوط، ومما زاد في الطين بلة الاداء السيء للحكومات المتعاقبة في العراق بالرغم من ان الاوضاع التي مرت بها الحكومات فيها ازمات خارج ارادتهم وبارادة دول الجوار والمنطقة الا ان هذه الحكومات التي لم تفكر بمستقبل هؤلاء الشباب اطلاقا ومع تفاقم البطالة واكثرهم محنة الخريجون الذين يسهرون الليالي حتى يحصلوا على شهادة البكالوريوس وحتى الشهادات العليا ليجد الرصيف ينتظره او المقاهي.
هذه الاوضاع لا تفكر بها الحكومات ولكن ممن له مارب في العراق يفكر لها بدقة ويعرف كيف يجندها في المستقبل لاهدافه، وقد قامت هذه الاجندة الخبيثة بعدة (بروفات) في العراق من خلال خلق عدة اشكال من الازمات، (داعش والبطالة وسبايكر والمخدرات والمظاهرات) حتى تمكنت من تاسيس لجيل يقوم باعمال غير ارادية تخدمهم على حساب حتى الوطن والمقدسات.
مظاهراتهم اليوم شرعية ودستورية والحق بعينه ولكن من يقودها ومن حدد موعدها ومن يعلم اهدافها ومن سينفذ لهم المطلوب انهم لا يعون في أي طريق يسيرون، الحديث ليس عن اسباب التظاهر فان الاسباب شرعية وصحيحة ولا خلاف عليها ولكن هل يعلمون من ركب موجتهم ؟ نعم التدخل الايراني مرفوض ولكنهم لا يعلمون ماذا يعني التدخل الايراني بالنسبة لهم وللصهاينة، ملخص الحديث ان المواجهة بين ايران وامريكا والصهيونية يرى ممن لا يعي الدرس ان الوقوف مع امريكا افضل وهو قد لا يعلم بانه وقف مع الصهاينة ولكنه لو اعاد في حساباته تدخلات الدول واسبابها وان كانت هذه الدول ترعى مصالحها لوجدنا ان التدخل الامريكي الصهيوني الخليجي اخبث بكثير عن ما تقوم به ايران الى الان لم يظهر ارهابي ايراني واحد فجر نفسه حتى وسط الدواعش بينما وكم من ارهابي خليجي وعربي فجر نفسه وسط الابرياء واكثرهم من الشيعة، واليوم الاتحاد الاوربي يفاوض العراق على استقبال دواعشهم المعتقلين في السجون السورية دون محاكمتهم وتهيئة العيش الكريم لهم في العراق وتساعدهم اوربا بالمنح المالية.
الان التظاهرات على مفترق طرق وتغلل بينها المجرمون والتافهون واما الحريصون فانهم وسط الطريق كبرياؤهم لا يسمح لهم الاعتراف بالاختراق ولا الانسحاب لان في الكفة الاخرى كتل فاسدة وحتى ارهابية فالتراجع يعني التنازل لها ولهذا واصلوا الدرب وهم يعلمون لا يوجد حل في الافق بل يتاملون الغيب من امريكا او من غيرها.
نعم المرجعية العليا في النجف الاشرف تستطيع ان تعطي حلولا لهذا الوضع العصيب ولكني اسالكم بالله في ازمة النجف عندما استطاعت المرجعية وبحكمتها انقاذ النجف وفق خمسة شروط لم تنفذ ولم يلتزم بها أي طرف فقط وقف اطلاق النار وانسحاب جيش المهدي من العتبة العلوية والامريكان من محيط النجف وبقيت النقاط لم تنفذ وهاهي احدى تراكماتها السلبية بسبب تركها، ولهذا المرجعية لا تريد ان يعاد ذلك السيناريو وهي الان ليست محايدة بل اعلنتها صراحة مع الشعب ضد الفساد ولا تميل لاي جهة كانت ولكن هل يعي الدرس الشعب ويستثمر موقف المرجعية ام انه كرئيس الوزراء حيدر العبادي عندما قالت له المرجعية اضرب الفساد بيد من حديد وهذا يعني وقوف المرجعية مع هذه الخطوة وانها التي حررت بلد من داعش ببيان فانها لقادرة على نصرك يا العبادي ان ضربت الفساد ولكن ماذا كانت النتيجة ؟ النتيجة الضحك على الذقون وضعف العبادي امام عتاوي الكتل.
الان ماذا سيحصل غدا؟ لا يعلمون، البعثيون قويت شوكتهم ومن ينكر ذلك فاما هو بعثي او احد عائلته كان بعثيا اولا يدري ماذا يجري، التدخل الخليجي والصهيوني بات واضحا، شبابنا يوميا في ساحات التظاهر يرفعون الاعلام العراقية ولم تتقدم المظاهرات خطوة بحيث ان الحكومة اصبحت هي من تطالب بالمبادرة لتقول من يتفاوض معنا ؟ واقول للمتظاهرين من هي الجهة الموثوقة التي ستمثلكم في القضاء على الكتل الفاسدة.
اعلموا والله لولا قبول الامام علي عليه السلام الخلافة بعد مقتل الخليفة الثالث وسبب قبوله لعلمه بما ستكون عليه الامور لكان حال المسلمين في ذلك الوقت كحال قطيع الغنم بلا راع والذئاب تنهشها واعداء الاسلام يشمتون بالدولة الاسلامية العظيمة.
الامام علي عليه السلام يقول لابد من حاكم بر او فاجر، الحاكم، القائد، راس الهرم، لابد من ذلك حتى تتكلل المظاهرات الرائعة بالنجاح وتصبح درسا لشعوب الربيع العربي التي فشلت في ثوراتها نعم فشلت هذه الدول والى الان تعاني ولا تعلم بالعملاء الذين يحكمون بلادهم بالخفاء
اللهم انصر المتظاهرين السلميين الحريصين على بلدهم نصرا عزيزا تذل به البعثيين والوهابيين والصهاينة والكتل الفاسدة امين يارب العالمين
أقرأ ايضاً
- عندما يستدرج شبابنا نحو.. الإدمان
- انقذوا شبابنا قبل ان تنهشهم كلاب داعش..
- شبابنا.. وثقافة التسطيح والتمرير والتفاهة.