خليل الطيار
اثار خبر بدء محاكمة في فرنسا حول دواء لفقدان الوزن يرتبط بآلاف الوفيات،جدلا في الاوساط العالمية،وهو ما ينبغي التحذير منه عندنا.
فقد لوحظ في السنوات الاخيرة ازدياد ظاهرة الترويج الدعائي عبر مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة الفيس بك.
ورغم ان الظاهرة منتشره عالميا بفعل تاثير وسائل التواصل الاجتماعي وقوة تاثيره على استقطاب المتابعين وتوجه الشركات المصنعة الى تخصيص الجزء الاكبر من مساحة اعلاناتها واموالها للترويج لبضاعتها عبر الفيس بك وباقي مواقع التواصل الاحتماعي.
الفارق الوحيد بيننا هو قيام الدول بتقنين سياسة الترويج واخضاعه للضوابط والمعايير والرقابة لمحتواها،وبين انفلات كل شيء عندنا وترك مسألة الترويج متاحا وكيفيا لمن يشاء،وخاصة الترويج لمنتجات طبية ومستحضرات تجميلية واجهزة طبية وكهربائية دون رقابة صحية وبلا تقييم مسبق للمنتج الذي كثيرا ما نقرأ تعليقات سلبية عليه بعد الوقوع في فخ التحايل والاثار الجانبية لهذه المنتجات خلافا للضمانات التي روجت بها.
ناهيك عن الاثر الاقتصادي الذي يخترق بيئتنا عبر التعريف ببضاعة وعرضها دون اخضاعها للفحص والسيطرة النوعية واغلبها تروج باستغفال الجمهور كونها منتجات امريكية او المانية او من احدى دول العالم المشهورة صناعيا لاعطائه صفة القوة والضمانة والجودة،وكان كل شيء امريكي او اجنبي مضمون الكفاءة ومحصن من الخطأ وضعف الجودة،وغير قابل للتزوير والغش الصناعي.
الالاف المنتجات لادوية انقاص الوزن والتنحيف وتساقط الشعر وادوية تحتوي هارمونات لامراض وقضايا جنسية وادوية لامراض مستعصية كلها متاحة للترويج بلا حسيب او رقيب ولا تحتاج سوى صفحة عبر الفيس بك واعلان ممول وموديل لفتيات بمواصفات خاصة للاغراء والترويج.
ويساعد على ذلك امرار هذه المنتجات من بوابات الكمارك الحدودية عبر فساد ضعاف النفوس.
لتبدأ مرحلة الترويج لبضاعة غير رصينة ومنها الترويج لمنتجات كهربائية مرتجعة لوجود خلل او عيب صناعي او بسبب استفادة المواطن في الدول المصنعة من هامش الحق المكفول له قانونا لارجاع ما يشتريه بمدة محددة او استبدالها بمواد اخرى وهذه الاجهزة والمواد المرتجعة يتم تخزينها لتسوق كمواد تالفة او مواد احتياطية،الا ان الانفلات الرقابي وفر لتجارنا فرصة اغراق اسواقنا بها لتباع باسواقنا كبضاعة يصطلح عليها (بالة) تدخل الى اسواقنا دون خضوعها للسيطرة والتقييس وبلا شهادة منشأ.
فنشاهد اعلانات تروح لخلاط بقوة هائلة يتمكن من تفتيت الحصى وعند شرائه لا يستطيع ان يفتت كعكة!!!
ضحك وكذب وتزوير وترويج لبضاعة ومنتجات مجهولة المصدر والمنشأ يتم تصنيعها ببلدان اسيوية اعتاد تجارنا على التكسب السريع منها عبر اعادة تقليد ماركات مشهوره في مصانعها واغراق اسواقنا بها وتساهم صفحات الفيس بك بالترويج لها بلا حساب ولا كتاب.
ان الترويج الدعائي امر مهم ومطلوب لانعاش اقتصاديات الدول المصنعة لكن في دولة مستهلكة كالعراق تحولت الى اسلوب ابتزازي لعرض بضاعة مزيفة وفاقدة لابسط شروط السلامة والصحة فهذا امر يحتاح ان تتدخل الجهات المعنية فيه للحد من مخاطره قبل ان نتحول الى مكب نفايات لبضاعة العالم التالفة، ويعاد تدويرها بلصق علامات تجارية وبتواريخ جديدة وتسمية صناعتها بمناشيء عالمية وادخالها الى اسواقنا بسبب الفساد الكمركي ليتم الترويج لها باعلانات تجارية رخيصة تدمر اقتصادنا وصحتنا بالمجان.
أقرأ ايضاً
- مخاطر سهولة النشر ومجانية التواصل
- المخدرات أكبر المخاطر التي تفتك بالعراق
- تراجع الدولار وأرباح الذهب وأصول المخاطرة