- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
نعم دولة الرئيس .. الوقت لا يسمح بتضييع الفرص
بقلم: أياد السماوي
(إنّ الوقت لا يسمح بالانتظار طويلا وتضييع الفرص , فنحن بحاجة إلى قرارات مدروسة وسريعة ومباشرة تتخذ على أعلى المستويات مع مسؤولي الدول الاخرى التي تطمح في إقامة علاقات منفعة وشراكة مستدامة معها تساعدنا في تحقيق برامجنا الطموحة , خصوصا في مجالات الزراعة والصناعة والتسلّح والتعليم والصحة والطاقة والاتصالات والمواصلات والمياه وكلّ ما له علاقة بإنشاء وإعادة إعمار البنى التحتية الأساسية للعراق والتي تمّثل عتلة النمو الاقتصادي وأساس التقدّم الكبير الذي يليق بالعراق وشعبه).. كان هذا المقطع جزء من الرسالة التي وجّهها رئيس مجلس الوزراء السيد عادل عبد المهدي إلى الشعب العراقي وهو في طريقه إلى الصين في زيارة يراها المراقبين في كلا البلدين بأنّها زيارة تاريخية.. وقبل مناقشة فحوى رسالة السيد رئيس مجلس الوزراء , أودّ القول حسنا فعلت دولة الرئيس عندما توّقفت في نيودلهي وتباحثت مع المسؤولين الهنود تفعيل اللجنة المشتركة بين العراق والهند والاتفاق على تبادل الزيارات بين المسؤولين بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.. وفيما يتعلّق بفحوى رسالة السيد عبد المهدي فقد استوقفتني جملة (إنّ الوقت لا يسمح بالانتظار طويلا وتضييع الفرص).. أنا شخصيا افترض يا دولة الرئيس أنّ قرار عدم الانتظار وتضييع الفرص قد اتخذ من قبلكم قبل التوّجه بهذا الوفد إلى الصين.. وافترض أيضا أنّ قرار المشاركة المستدامة مع الصين قد اتخذ أيضا بعد دراسة مستفيضة لجدوى هذه الزيارة التاريخية.
دولة الرئيس.. قبل بدء هذه الزيارة بيومين كتبت مقالا تحت عنوان (هل سينجح عبد المهدي بإبرام صفقة القرن مع الصين ؟) , دعوتك في هذا المقال لاستثمار الفرصة التاريخية والذهبية لتوقيع صفقة القرن مع العملاق الاقتصادي الصين في المجالات الاقتصادية التي ذكرتها في رسالتك , وحمّلتك مسؤولية تاريخية في عدم استثمار هذه الفرصة وتضييعها.. وها هو جنابك تشاطرني الرأي في عدم الانتظار وتضييع الفرصة على بلدنا وشعبنا.. دولة الرئيس.. أنّ هذه الطموحات ستبقى حبرا على ورق ما لم تتحوّل إلى حقيقة وواقع ملموس على الأرض ترسمه رافعات البناء العملاقة التي ستنتشر في طول البلد وعرضه.. فصفقة القرن التي قصدناها في مقالنا السابق يجب أن تشمل كلّ البنى التحتية للاقتصاد العراقي في قطاعات الزراعة والصناعة والسياحة والمواصلات والاتصالات والصحة والنفط والري والكهرباء والبناء , والتي ستنقل الاقتصاد العراقي من اقتصاد ريعي وحيد الجانب إلى اقتصاد يعتمد بالدرجة الأساس على الصناعة والزراعة والسياحة في ناتجه المحلي الإجمالي.
دولة الرئيس.. إنّ إنتاج العراق من النفط ووفقا لمعدلات التصدير الحالية الواردة في قانون الموازنة العامة , يكفي لتوقيع صفقة القرن التي دعونا إليها.. فلو افترضنا أنّ خمس نفط العراق المصدّر (أي 750 ألف برميل يوميا) سيخصص لتمويل هذه الصفقة وبسعر 50 دولار للبرميل , فهذا يعني أنّ العراق قادر على إبرام صفقة مع العملاق الاقتصادي الصيني تتجاوز قيمتها الخمسمئة مليار دولار ستسدد قيمتها خلال فترة أقل من أربعين عاما , ومن دون أن يتسبب ذلك في ضغط النفقات الأخرى فيما لو أحسنا التصرّف التصرّف بأموالنا بعيدا عن الفساد والتبذير اللا مبرر في الإنفاق الحكومي.. ناهيك عن كوننا قد ضمنا بيع خمس انتاجنا النفطي المصدّر.. وجنابك يعلم مقدار النمو الاقتصادي الذي سيتحقق في كل القطاعات الاقتصادية وتأثيرات هذا النمو على سوق العمل وانخفاض معدلات البطالة وتحقيق الرفاه الاقتصادي.
دولة الرئيس.. إنّ تجربة العراق مع الشركات الغربية وخصوصا الأمريكية منها , يفرض علينا التوّجه نحو الصين وبلدان جنوب شرق آسيا من أجل تحقيق النهوض الاقتصادي والتنمية الشاملة.. دولة الرئيس إنّ أنظار العراقيين تتجه نحو هذه الزيارة لتحقيق صفقة القرن.. امض قدما ولا تضيّع هذه الفرصة الذهبية من يدك.