بقلم: حـسـن رفـعـت الـموسـوي
"المثقفون هم أكثر الناس قدرة على الخيانة، لأنهم أكثرهم
قدرة على تبريرها"_ فلاديمير لينين.
يولد الجهل كاملاً، مع ولادة الإنسان ويتناقص باطراد وتولد المعرفة مع ولادته، وتظلّ ناقصة ولكنها تنمو باطراد.
لا الجهل يضمحل ويتلاشى ولا المعرفة تكتمل مهما امتدت حياته. الجهل هو الحالة الطبيعية، والمعرفة هي الشرط الإنساني الأول. عمد البعض للاستفادة من خزين اطلاعه و معرفته بغير موضع الحق.
سمومك لا قيمّة لها لو بقى مجثوم بداخلك لكن عندما تخرجه للعلن هنا يجب ايقافك. اغلبية افراد الشعب نسبة المعرفة لديهم بخفايا و الاعيب السياسيّة القذرة تَكُون متدنية ولا يعلمون ما يجري خلف الكواليس، وهذا ما يدفع الجهات السياسية و الحركات الى تجنيد اقلام لغرض التلاعب بعقول هذه الثلة التي يحرك غضبها منشور و يقودهم بيان مزوق ببعض الكلمات التي تغني بحب الاوطان. وحينما تنبري لافهامهم بالأمر الصحيح تتعرض لما لا يحمد عقباه.
أجساد معذَّبة وأقوال محتجَزة هي المشكلة التي يعاني منها الاقلام الحرة في بلدنا حيث كتابة مقال او خبر بخصوص موضوع معين يتطلب الخوض في عدة اسئلة والتفكير بالنتائج التي قد تحدث على اثر الكتابة. واقعنا مُعكَّر ومكفهر ونعيش فترة الوطنية المطاطية، المجد فيها للأقلام المأجورة والتي تكتب بما يملي عليها قوى المال.
الاقلام لدينا ملوثة ومصابة بالعاهة والحُمق والقذارة والاكثر من ذلك مُبرراتهم تحت اللسان في حال تغير جلدهم. لقد هجر كثير من المثقفين مواقعهم النقدية مهرولين إلى مضارب الأنظمة السياسية ومواطن الأحزاب حيث هناك بقايا الطعام المسروق
من قوت هذا الشعب، وإنّ الناظر لكتابات الاقلام المأجورة يلحظ انهم رفعوا أقلامهم السوداء خناجر دامية في جسد هذا البلد وآليّات الخطاب اصبح كل جهة تحشد لتسقيط الخصوم وفقاً لمالات التوافقات السياسيٌة ليختلط الحابل بالنابل.
المعركة مستمرة بين السعي نحو النضال من أجل البقاء والكتابة في سبيل التصحيح و ليس التلميع بعيداً عن الأهداف السياسيّة. يوم بعد يوم نُدرك حجم المعركة الناشبة أمام أبواب هذه المنطقة الخطرة ومن يريد اقتحامها لتحريرها من الألغام والأوهام ويستميت في الدفاع عنها، يجب ان يتحصن من جرثومة العملة حيث يستلزم الأمر احترام القيم وتقدير المعايير وليس الاستسلام والإذعان لإكراهات الواقع تحت ذريعة أن الأمر صعب أو مستحيل.