حسين النعمة
شكرا دوما لا ننسى انك بيننا تدعمنا بصمت وتربينا حسينيون، ولا يوقفك عن العطاء شيء.
دمت مخلصا لخدمة الدين.. وللمبدأ والكلمة والموقف والاصالة.. دمت صدوقا شفيفا وأبا روحيا.. تحملُ أناة الوجع بصبر زينبي، وتحمل شدو الجرح النابت في الروح عراق..
باعتزاز وشعور بالغبطة على مضامين سطرتها رسائل العديد ممن عملَ في المجلة ومن روادها للاحتفاء بجنود الكلمة وصناع التميز في مجلة (الأحرار) بإيقاد الشمعة الخامسة عشرة من عمرها الإبداعي الحسيني وهي تقدم عطاءها اسبوعيا لعاشقي الحسين (عليه السلام) من جهة، وأخرى لتضيء بعمق أبوابها المتنوعة المشهد الأدبي والفكري والصحافي العراقي في خضم التراكم والاحتدام في صحافة ما بعد التغيير التي شهدت ازديادا وتوسعا كميا، جعل من الصعب أن تكسب (مجلة) في مثل هذه الأجواء هوية وتميزا، وتشكل علاقة حميمية ومشعة مع جمهور القراء في زمن الكثرة الكاثرة والتراكم العددي وشيوع العناوين والتوجهات المتباينة.
إذ لا يمكن أن يكون الطريق مفروشا بالورود لأي مشروع، إلا إذا امتلك اشتراطات وحرفيات ومبادئ وفنون الصحافة الحقيقية بوصفها منبرا للوعي الاجتماعي ومصدرا من مصادر تنوير الرأي العام.
وقد تساءل الكثير، واحتدمت نقاشات كثيرة، وكثرت التأويلات في سبب نجاح وتوهج وانتشار (مجلة الأحرار) والجميع يدركُ ان معادلة النجاح لا تقبل القسمة إلا لنتيجة واحدة، وسبب واحد يكمن في توافر عوامل وعناصر وأجواء وقواعد العمل الصحافي المتطلع للاحترافية وحضور التقاليد وسياقات التي من شأنها تعزيز الهوية الصحافية وتجعلها بؤرة مشعة وجاذبة بدءا بصدقية التوجه وانتهاءً بالتعامل مع الوقائع والأحداث والظواهر الساخنة بروح الاستكشاف وجراءة الطرح واختيار زاوية النظر.
إن فروسية وتألق ورصانة (مجلة الأحرار) لم تأت قطعا من فراغ ولم تكن ضربة حظ أو مصادفة عشوائية.. إنّما العمل بروح الفريق ودأب خلية النحل والتحسس الشفاف والالتقاط الواعي كلها كانت عناصر داعمة ومتظافرة لجعل من مداد تألق (الأحرار) أكثر سطوعا وانتشارا كمًا ونوعا وهي تتوغل بجواز سفر محبب الى قلوب وعقول الناس والمتابعين وهم يبحثون بين المكتبات والأرصفة بحثا عن المنشور الصادق والمتميز والعميق.
إن الاحتفاء بـ(الأحرار) بعد إيقاد شمعتها الخامسة عشرة من صدورها يجعل العاملين فيها أكثر حماسة في الإمساك بناصية النجاح والمحافظة على المكوث في الذروة وعدم القبول بالتراجع الى السفوح، أما سرُّ المكوث في دائرة الحضور الفاعل يكمن في جهدِ محرريها لمغادرة الأساليب التقليدية والابتعاد عن التقليدي والمألوف، الى الديمومة والتفرد الدائم في صخب الساحة الصحافية.
أقرأ ايضاً
- وقفة مع مذكرات الجواهري
- وقفة مع وزارة الصحة
- الغدير بين منهج توحيد الكلمة وبين المنهج الصهيوني لتفريق الكلمة