- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
فساد ... مكافحة الفساد !!!! ؟
بقلم مسلم الركابي
الفساد هذه المفردة التي تتردد على السنة العراقيين بمختلف اطيافهم وقومياتهم، ربما لم تكن تلك المفردة غريبة عن قاموس الحديث اليومي للمواطن العراقي بعدما ضرب الفساد اركان الدولة العراقية، حيث تفرعنت حيتان الفساد في هذا الوطن بشكل سافر. واليوم الكل يتحدث عن الفساد ابتداءا من قمة الهرم في الدولة والحكومة حتى ابسط مواطن، فقد بات الحديث عن الفساد في العراق عبارة عن حكاية سمجة وساذجة حينما نسمع بها عن طريق قادة الحكومة والدولة والمواطن العراقي يقول اليوم وماذا بعد ؟ لقد سقطت الاقنعة وبانت عورات الجميع للجميع فلم يعد هناك شيئا مخفيا او مستورا. فقد انكشفت الملفات. فهناك فساد اداري وهناك فساد مالي وهناك فساد اجتماعي وهناك فساد رياضي وهناك فساد اخلاقي،نعم كل انواع واصناف واشكال الفساد موجودة في العراق. رجل الدين يتحدث عن الفساد، السياسي يتحدث عن الفساد الصحفي يتحدث عن الفساد، المواطن يتحدث عن الفساد وماذا بعد كل هذه الاحاديث، ملفات هنا وملفات هناك ولدينا اجهزة رقابية ذات سلطة وقانون ويقف في مقدمتها البرلمان صوت الشعب لممثلي الشعب وهناك ديوان الرقابة المالية وهناك دوائر المفتش العام وهناك هيئة النزاهة وهناك الاعلام السلطة الرابعة ورغم كل هذه الجهات يتصدر العراق قائمة الدول الاكثر فسادا في العالم، وهذا يعني ان الفساد هو سرطان قاتل يستشري بجسد المجتمع العراقي وبالتالي يحتاج لعملية استئصال كبرى لكي ننقذ ما يمكن انقاذه، فحينما نسمع من رجل دولة وهو يتحدث عن ملفات فساد سببت ضياع بلد واخر يتحدث عن ملفات فساد اهدرت ميزانية بلد واخر يتحدث غن ملفات تتحدث عن سرقة بلد واخر يتحدث عن ضياع رياضة بلد واخر يتحدث عن ملفات تتحدث عن قتل رياضة بلد واخر يتحدث عن ملفات تتحدث عن بيع رياضة بلد واخر واخر واخر، لم يعد الحديث يجدي نفعا،ولم تعد هيئة النزاهة ذات فعالية، فاليوم بات الامر واضحا فقد اثبتت التجارب والاحداث ان النزاهة والاجهزة الرقابية في البلد عاجزة جدا عن مكافحة الفساد وقد اثبتت الايام ان النزاهة تحتاج الى نزاهة وان ديوان الرقابة يحتاج الى رقابة وان دوائر المفتش العام تحتاج الى مفتش عام وان البرلمان يحتاج الى برلمان ربما يبدو الامر مضحكا وساخرا لكنها الحقيقة حيث ان عملية مكافحة الفساد اصبحت اليوم تمثل وجها اخرا من اوجه الفساد بل هو الوجه البشع للفساد،فحينما تنام ملفات الفساد في ادراج هيئة النزاهة لسنوات دون ان نسمع منها خبر فهذا هو الفياد وحينما يتغاضى ديوان الرقابة عن ملفات الفساد فهذا هو الفساد وحينما تتعامل الصحافة والاعلام مع الفساد بطريقة انتقائية فهذا هو الفساد وحينما يتخلى تلبرلمان عن دوره الرقابي فهذا هو الفساد، ونحن معشر الرياضيين القطاع الاكثر ضعفا في المجتمع العراقي اصبحت معاناتنا كبيرة ليست مع الفساد وانما مع عملية مكافحة الفساد فقد قتلت الرياضة العراقية بشعار مكافحة الفساد ومات الاصلاح الرياضي بشعار مكافحة الفساد وسرقت حقوق الرياضة والرياضيين بشعار مكافحة الفساد وعليه اصبحنا اليوم ننادي بصوت عال انقذونا من مكافحة الفساد التي كانت اشد قسوة علينا من فساد عاث بالرياضة والرياضيين فسادا. وكان الله والعراق من وراء القصد.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- الذكاء الاصطناعي الثورة القادمة في مكافحة الفساد