بقلم: حسين فرحان
(أظنَنْتَ يا يزيد حيث أخَذتَ علينا أقطار الأرض وآفاق السماء، فأصبَحنا نُساق كما تُساق الأُسارى، أنّ بنا على الله هَواناً وبك عليه كرامة ؟!).
زينب الكبرى تخاطب طاغية أمية وجليس القرد ونديم الكأس..
فمن هوان الدنيا أن يقتل الحسين ويبقى الطليق ومن هوانها أن تسبى زينب.
وللدنيا وهوانها شواهد كثيرة تكون المقدسات فيها مستهدفة وتهاجم بسلاحين يتسلح بهما الأعداء، فالاول (جهل مركب) لاينفع معه علم ولا معلم والثاني (حقد) في نفوس مريضة لاينفع معها طب ولا طبيب..
العالم بالتأويل ومن فتح له الف باب من أبواب العلم وفتحت الابواب على الف باب لكل منها، يقارن بمن أشرب في قلبه العجل وبمن جرت الجاهلية فيه مجرى الدم في العروق حتى عد في إرث أبناء السقيفة رابعا ليفصح في شقشقته التي هدرت ثم قرت: (مَتَى اعْتَرَضَ الرَّيْبُ فِيَّ مَعَ الْأَوَّلِ مِنْهُمْ حَتَّى صِرْتُ أُقْرَنُ إِلَى هَذِهِ النَّظَائِرِ..).. ورحم الله صاحب الكوثرية إذ أشار الى بطلان قياس القوم قائلا:
قاسُوكَ أبا حسنٍ بِسِـواكَ..
وهـل بالطّـودِ يُقاسُ الذَّرْ..
أنّى سـاوَوْكَ بمَـن ناوَوْك..
وهـل سـاوَوْ نَعْـلَي قَنبَرْ..
- من هوان الدنيا أن يوضع رأس خامس أهل العباء وبقية الانبياء والاوصياء في طشت أمام شيطان الطلقاء وسلالة البغاء..
الدنيا - بهوانها - لأمثال يزيد يفرحون بها أياما معدودات لتحل عليهم اللعنة عند اجتماع الخصوم وأي خصوم.. أنبياء وأوصياء وأولياء..
أبراهيم ومن أوقد النار ويحيى وقاطع الرأس وموسى ومن ادعى الربوبية وعيسى ومن أنكره ومحمد وأمة انقلبت على الاعقاب، وعلي والناكثين والقاسطين والمارقين وعترة ومن نصب لها العداوة وأعمل فيها القتل (وَأَزالَتْكُمْ عَنْ مَراتِبكُمُ الَّتِي رَتَّبَكُمُ الله فِيها...).
الحقد.. معاوية نموذجا.. وأما الجهل فأتباع ينعقون وراء كل ناعق..
الحقد صريح الى درجة (لاخبر جاء ولا وحي نزل).. واعلان جهل التابعين أكثر صراحة منه (أبلغ علياً أنّي أقابله بمائة ألف ما فيهم من يفرق بين الناقة والجمل.).
هل انقضت تلك الأزمنة ؟ هل انقرضت هذه البهائم البشرية أم أن الحقد أصبح أحقادا والجهل تسافل بالقوم الى حضيض الجاهلية وشفا حفرة النار ؟
إنه يعود تارة أخرى ويكر كرة غدر جديدة، لكن المستهدف في هذا الزمان هو إرث الانبياء والاوصياء..
- التشيع..
- التقليد..
- المرجعية الدينية العليا..
- الشعائر الحسينية..
تعددت الجهات والهدف واحد هو القضاء على ماتبقى (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ..)
حقد أموي وشجت عليه أصولهم وجهل مركب لم تنفع معه القفزة العلمية لشعوب الارض وبقي الحمار يحمل الأسفار دون أن ينتفع بها..
مقدساتنا اصبحت اليوم عرضة لهجوم هؤلاء فنرى ونسمع ممن لاحريجة له في الدين أصوات نشاز تملأ صفحاتهم ومواقعهم وهذا من هوان الدنيا التي لا يعصى الله تعالى الافيها، فالمقدسات إرث مستهدف.
قال السجاد (ع): خرجنا مع الحسين (ع) فما نزل منزلا ولا ارتحل منه إلا وذكر يحيى بن زكريا (ع)، وقال يوما: من هوان الدنيا على الله عزّ وجلّ أنّ رأس يحيى بن زكريا أُهدي إلى بغي من بغايا بني إسرائيل.
التشيع.. التقليد.. المرجعية الدينية.. الشعائر الحسينية يراد لها أن تموت ويهدى رأسها للبغايا في سعي حثيث يقاد بالحقد والجهل.
(.. وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ..).