بقلم: ماهر ضياء محيي الدين
ما يحدث في فرنسا منذ أيام من تظاهرات ضخمة والتي أدت إلى وقوع إصابات بين المتظاهرين وقوات الأمن ووصل الأمور إلى نية الحكومة الفرنسية إعلان حالة الطوارئ، بسبب تأزم الأمور والخوف من أن تتطور الأمور نحو الأسوأ، وهذا هو تريد عدة جهات لا سباب شتى.
تطور الأوضاع الراهنة إثارة تساؤلات كثيرة حول ما إذا كانت هذه الاحتجاجات التي تشهدها فرنسا في المرحلة الراهنة، بسبب الأوضاع الاقتصادية فقط، أم أن هناك مؤامرات خارجية تستهدف إثارة حالة من الفوضى في الداخل الفرنسي في المرحلة الراهنة في ظل مستجدات وتطورات دولية كبيرة.
مشاكل فرنسا الداخلية على مستوى غلاء المعيشة وارتفاع المحروقات تعاني منها منذ سنوات طويلة، وقد شهدت في السابق خروج تظاهرات وصلت الأمور إلى إعلان حالة الطوارئ، ولا ننسى أحداث مايو عام 1968 في فرنسا ، لكن الأمور أو الحسابات تختلف اليوم عن السابق بكثير، وما يحدث من حوادث حرق وسرقة وإصابات وقطع شوارع رئيسة يعطي دلائل واضحة على إن المسالة تتعدى قضية غلاء المعيشة أو ارتفاع الأسعار .
الاستقلال الأوربي عن الآخرين في ظل الحرب المشتعلة بين روسيا وأمريكا على الزعامة في المواقف واتخاذ القرار بمعنى أدق فرنسا اليوم لم تخضع لهيمنة أو ضغط أي طرف، وأصبحت مع ألمانيا حلف قوي ضد مخططات أو المشاريع الروسية أو الأمريكية، ودعوة السيد ماكرون لتشكيل جيش الأوربي أثارة حفيظة ونقمة الآخرين.
بصريح العبارة مواقف فرنسا ضد الولايات المتحدة اعتبره البعض عدائية من القضايا الدولية الساخنة في ملفات عدة منها الملف النووي الإيراني، ووقوف فرنسا ضد الكثير من المشاريع الأمريكية ، ورفضها القاطع للسياسات أو نهج الأمريكي في التعامل مع دول الكبرى بسياسية لوي الأذرع عن طريق سياسية التهديد أو الوعيد وفرض العقوبات الاقتصادية.
ومن يقف وراء هذه التظاهرات عدة جهات تحاول خلط الأوراق واستغلال هذا المد الجماهيري، وجعلها ورقة ضغط ضد الحكومة الفرنسية لإعادة النظر في سياستها ومواقفها وخصوصا الخارجية منها ليتحقق ربيع الآخرين وليس ربيع الفرنسيين.
أقرأ ايضاً
- احتفال بيوم الربيع بدأ من العراق واعتمدته الأمم الأخرى رأساً لسنتها الشمسية؟
- الربيع العراقي يصنع الحكم الرشيد
- مرجعية السيد السيستاني في عيون الآخرين