- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
العراقيون .. بين تقييم اهل البيت لهم وتقييم أعدائهم
بقلم: حسين فرحان
لطالما ترددت كلمة (يا أهل العراق يا أهل الشقاق والنفاق...) على الالسنة معلنة لمتلازمة كلامية تبعها اعتقاد في نفوس البعض بأن الشقاق والنفاق من الصفات المتأصلة في طبيعة المجتمع العراقي ولطالما نسبت هذه المقولة لأمير المؤمنين عليه السلام فزاد الاعتقاد بها مع هذه النسبة الجائرة التي لاتمت الى الواقع بصلة لا من قريب ولا من بعيد كونها استغلالا لنص عدائي صدر من الطغاة بحق الشيعة والتشيع العراقي وهذا لايخفى على من له الدراية والخبرة في اكتشاف الحقائق وأخذها من المصادر التاريخية.
لقد أشيع لهذه المقولة مع نسبتها للامام علي عليه السلام مالم يشاع لأي مقولة أخرى فهي أكذوبة شائعة لم تخلو منها الازمنة الماضية، أضفى عليها الشياع وزنا واعتبارا يستدعي من العقلاء ردودا مكثفة توازي حجم ذلك الشياع الذي أورث البعض اعتقادا راسخا بصفتين سيئتين هما (الشقاق والنفاق) وكم هو مؤلم أن يصطدم الانسان في حياته بحكم مسبق يظن أنه صدر عن أمير المؤمنين عليه السلام بحقه، الايدعوه ذلك لليأس ؟ الايدعوه ذلك للتخبط ؟ الاينتفع أعداء التشيع من اعتراف البعض بحقيقة صدور هكذا تقييم ؟
إذن لابد من ذكر حقيقة هذه المقولة والتي اعتبرناها (الاكذوبة الشائعة) ولابد من ذكر احاديث لاهل البيت عليهم السلام في مدح اهل العراق وشيعتهم فيه كرد على من اكتفى بالاكاذيب تقييما، وان نظهر هذه (الحقيقة المغيبة) وإعطائها حقها من الشياع المفيد للعلم والاطمئنان بل جعلها من المسلمات لنضرب بهذه المؤامرة الاموية الجائرة عرض الجدار.
وقد انتفعنا بما جاء في جواب الاخوة في مركز الابحاث العقائدية لاحد الاخوة المؤمنين وبيان مصدر المقولة:
((1ـ معاوية: فانه قال للوليد بن جابر الطائي: ((وانك لتهددني يا أخا طي بأوباش العراق, أهل النفاق ومعدن الشقاق...)) [انظر شرح نهج البلاغة ج16 ص 130]
2ـ الحجاج: فانه قال في احدى خطبة: (يا أهل العراق, يا أهل الشقاق والنفاق ومساوئ الاخلاق, أما والله لالحونكم لحو العصا, ولاعصبنكم عصب السلم ولاضربنكم ضرب غرائب الإبل...). وفي خطبة اخرى: (يا أهل العراق يا أهل الشقاق والنفاق، ان الشيطان استبطنكم...) [انظر شرح نهج البلاغة ج1 ص 243 ـ 345].)).
أما الاحاديث التي تمدح أهل العراق وشيعته على لسان أهل البيت عليهم السلام و نتمنى أن تكون شائعة ويروج لها لتصبح من المسلمات فهي:
1- قال الامام علي عليه السلام مخاطبا اهل العراق (انتم الانصار على الحق والاخوان في الدين والجنن يوم البأس والباطنة دون الناس بكم اضرب المدبر وارجو طاعة المقبل).
- بحار الانوار ج 32/ صفحة 236.
2- قال الامام علي عليه السلام يصف الكوفة (هذه مدينتنا ومحلنا ومقر شيعتنا) عن الامام الصادق عليه السلام (تربه تحبنا ونحبها) وعنه ايضا انه قال (اللهم ارمي من رماها وعادي من عاداها).
- بحار الانوار – العلامة المجلسي ج57 صفحة210.
3- قال الامام الحسن عليه السلام عندما رحل عن الكوفة بعد معاهدة الصلح (وما عن قلبي فارقت دار معاشري هم المانعون حوزتي وذماري).
صلح الحسن ج20/عبد الحسين شرف الدين.
4- قال الامام الصادق في مدح اهل العراق ((واهل كوفة اوتادنا واهل هذا السواد منا ونحن منهم).
بحار الانوار العلامة المجلسي ج57/صفحة 214.
وغيرها من الروايات كالتي اقتبسناها من موقع منتدى الوارث في العتبة الحسينية المطهرة وكما يلي:
(ولنذكر طائفة من الأخبار الدالة على مدحهم حتى ينظر في تلك الوجوه المتقدمة، ولكي لا يقتصر الأمر على ما أشتهر بين الناس في ذمهم.
عن حنان بن سدير عن أبيه قال: دخلت أنا وأبي وجدي وعمي حماماً بالمدينة فإذا رجل في بيت المسلخ فقال لنا: ممن القوم؟ فقلنا: من أهل العراق، فقال: وأي العراق؟ قلنا كوفيون، فقال: مرحباً بكم يا أهل الكوفة أنتم الشعار دون الدثار... الحديث والرجل الذي في المسلخ هو علي بن الحسين (عليه السلام)، وقوله: (أنتم الشعار دو الدثار) كناية عن القرب والمنزلة، فإن الشعار أقرب إلى البدن من الدثار.
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): (يا أهل الكوفة حباكم الله عز وجل بما لم يحب به أحداً، ففضل مصلاكم وهو بيت آدم وبيت نوح وبيت ادريس ومصلى إبراهيم الخليل ومصلى أخي الخضر (عليه السلام) ومصلاي، وإن مسجدكم هذا أحد الأربعة مساجد اختارها الله عز وجل لأهلها...) الحديث.
وعن الرضا (عليه السلام) في حديث طويل نقتبس منه موضع الحاجة: (يا أهل الكوفة لقد أعطيتم خيراً كثيراً، وإنكم لممن امتحن الله قلبه للإيمان، مستقلون مقهورون ممتحنون يصب عليكم البلاء صباً، ثم يكشفه كاشف الكرب العظيم...).
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): (يا أهل الكوفة إنكم من أكرم المسلمين وأقصدهم وأعدلهم سنة وأفضلهم سهماً في الإسلام وأجودهم في العرب مركباً ونصاباً أنتم أشد العرب وداً للنبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته، وإنما جئتكم ثقة بعد الله بكم للذي بذلتم من أنفسكم...).
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً