- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
في رحاب الحضرة النبوية الشريفة / الجزء الخامس
بقلم: عبود مزهر الكرخي
في جزئنا هذا سوف نحلل من هم الأطراف الحاقدة والمبغضة لنبينا الأكرم التي كانت تناصب العداء للرسول الأعظم محمد(ص) واهل بيته الطيبين الطاهرين.
اليهود والنصارى :
وهؤلاء قد ذكرهم الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه حيث يذكر {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ}(1).
وقد اشرنا على ذلك في مسألة العداء للنبي وخصوصاً من المسيحيين التبشيريين(ويسمون الانجيلين الصهاينة أو الصليبيون الجدد) في وقتنا الحاضر(2). ويوم المباهلة ومع جرى مع نبينا الأكرم محمد(ص) ومباهلة النبي باهل بيته وهم فقط علي وفاطمة والحسن والحسين(سلام الله عليهم) لخير دليل على ذلك. وكانت اليهود هم من كان لهم اليد الطولى في العداء الرئيسي وحياكة الدسائس والنفاق من قبل اليهود وحربهم على الإسلام والمسلمين كان واضح للعيان وما جرى في خيبر وهدم حصونهم وقتل مرحبهم من قبل اسد الله الغالب أمير المؤمنين علي بن ابي طالب(ع)هو شاهد على ما نقول والذي بقى هذا الحقد متوارث عند اليهود ومنذ ذلك الوقت ولحد وقتنا الحاضر ولحد قيام قائم آل محمد والذين يعتبرون الشيعة والموالين هم العدو الأول لهم وما يجري في العراق وفي اليمن والبحرين وحتى إيران هو كله بدعم وتخطيط من قل الصهاينة من أجل قتل وتدمير أكبر ما يمكن من الشيعة والموالين. وحتى ان وفاة النبي محمد(ص) لم تكن وفاة عادية فعند الكثير من علماء الشيعة يذكرون أنه استشهد ولم يتوفى وهذا ما أورده الشيخ الصدوق " إن استشهاد النبي (صلى الله عليه وآله) مسموما أورده الشيخ الصدوق وعدّه من عقائد الشيعة حيث قال: (اعتقادنا في النبي (صلى الله عليه وآله) أنه سم في غزاة خيبر، فما زالت هذه الأكلة، تعاوده حتى قطعت ابهره فمات منها... وقد أخبر النبي والأئمة أنهم مقتولون ومن قال: إنهم لم يقتلوا فقد كذبهم...)(3).
وقد جاء عن الأمام جعفر الصادق أنه { عن إبراهيم بن هاشم، عن جعفر بن محمد، عن القداح، عن إبراهيم، عن الإمام الصادق (عليه السلام): سمت اليهودية النبي (صلى الله عليه وآله) في ذراع ـ إلى أن قال: فأكل ما شاء الله، ثم قال الذراع: يا رسول الله، إني مسمومة، فتركتها. وما زال ينتقض به سمه حتى مات (صلى الله عليه وآله) }. وكان هذا السم بطيء أخذ يعمل في جسمه حتى توفاه الله(4).
ومن المؤرخين من يرى بأن العلة الرئيسية لمرض النبي المودي بحياته هو تسمّمه بالسمّ الذي دسّته امرأة من اليهود في طعامه يوم فتح خيبر انتقاماً لذويها الذين قتلوا في تلك الحرب(5).
وروى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان النبي يقول في مرضه الذي مات فيه: "يا عائشة، ما أزال أجد أَلَمَ الطعام الذي أكلت بخيبر، فهذا أوان وجدت انقطاع أَبْهُرِي من ذلك السُّم". والمرأة اليهودية أسمها (زينب بنت الحارث). وهناك روايات بان الشاة تكلمت وحذرت الرسول من انها مسمومة(6).
وللتأكيد على ما نقوله انه يذكر الأمام الحسن(ع)ويؤكد على أن الرسول والأئمة من بعده هم مقتولون بالسم او مقتولين فيقول { والله إنه لعهد عهده إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله أن هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماماً من ولد علي وفاطمة عليهما السلام ما منا إلا مسمومٌ أو مقتول!... }(7).
ويؤكد الأمر الأمام جعفر الصادق ويقول في حديثه { والله ما منا إلا مقتول شهيد }. وكل هذه الروايات عن الرضا كذلك هي روايات صحيحة ومعتبرة(8).ولهذا ومن اجل صب سهام الغدر والحقد على الحضرة النبوية الشريفة وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين ومن خلال نشر الأكاذيب وتلفيق الاحاديث على نبينا الاكرم وكانت أن ظهرت الاسرائيليات ودسها من ضمن الأحاديث النبوية الشريفة وكانت كثيرة لاتعد ولاتحصى ولتكون الإساءة لنبينا الأكرم محمد(ص)تفوق التصور والعقل ولتاتي وفي وقتنا نشر الرسوم الكاريكاتيرية والأفلام التي تسيء للرسول الأعظم محمد(ص) والتي قلت في مقالات سابقة أن هذه الإساءات لم تأتي من فراغ بل كانت تسير في نفس مادس من احاديث وأفعال للرسول وهي موجودة في صحاح أهل السنة بدء من البخاري الى صحيح مسلم وباقي الصحاح الستة التي عندهم. وهي من قراها ويطالعها يشمئز مما قيل عن الرسول والحط من منزلة نبي الرحمة محمد(ص) والتي تتدنى فيما تقوله من أفعال دنيئة ووضيعه حاشا والف حاشا لرسول الإنسانية محمد ان يفعلها او يقوم بها. ومن يريد ان يتأكد مما ذهبت اليه. فليراجع صحيح البخاري في أبواب الغسل والوضوء وصحيح مسلم في كتاب البر والصلة....الخ والكثير من تلك الإساءات التي يندى الجبين منها او حتى يخجل من ذكرها.
وقد ظهرت لنا في وقتنا الصهاينة ممثلين بالدين اليهودي والذين يشاركهم في هذا العداء هم المسيحيين التبشيريين الذين اشرت اليهم في مقدمة مقالي والذين اتخذوا تسميات عدة منها الصليبيون الجدد والانجيلين الصهاينة...وغيرها) وقد اشرت الى أفكارهم في اسفل المقال وفي المصادر للتوضيح عن اصل الفكرة والذين هم فرع منهم الماسونية بهذا الثوب الجديد وغيرها من المؤسسات التي لاتعد ولا تحصى والتي تخدم الصهيوني القائم على أقامه أرض الله الموعودة من النيل على الفرات وهدم بيت المقدس لاستخراج هيكل داود وقيام دولة اليهود والذين الكثير من العرب من حكام واعلاميين ومن يدعون الثقافة هم مشاركين ويعملون من أجل تنفيذ هذه المخططات المجرمة وما يحدث في بلادنا العربي وفي اليمن والعراق وسوريا والبحرين وحتى في ايران ونيجيريا هو خير دليل على ما نقول.
والقائمة تطول وتحتاج الى كتب مجلدات عن ذلك ولكن نحن اردنا المرور على هذا الموضوع للإشارة فقط عن من هم أعداء نبينا الأكرم محمد(ص) وآل بيته الأطهار. والتي ستكون لنا وقفات أخرى مع باقي الجهات في أجزائنا القادمة أن شاء الله إن كان لنا في العمر بقية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر:
1 ـ [البقرة: 120].
2 ـ الانجيليون الجدد: يطلق عليهم تسميات عديدة:- هم- الانجيليون- المسيحيون- الصليبيون- المتطرفون- اليمينيون- المخربون- الصهاينة. فالصليبيون الجدد الذين يعملون على تطبيق النبوءات التوراتية بأنهم ينفذون امرا الهيا للتعجيل بالعودة الثانية للمسيح والتي لن تتم حسب أعتقادهم الا عن طريق أهمها: أ ـ اقامة دولة اسرائيل المنصوص عليها في التوراة (من النيل الى الفرات) وتجميع يهود العالم فيها، ب ـ وقوع معركة كبرى بين قوى الخير(البروتستانت اليهود) والشر (العرب- والمسلمين)وتسمى معركة هرمجيدون يباد فيها ملايين البشر، جـ ـ هدم وتدمير المسجد الاقصى ليتسنى بناء الهيكل اليهودي مكانه.
3 ـ اعتقادات الصدوق: 109-110.
4 ـ البحار ج17 ص406.
5 ـ الواقدي، المغازي، ج 2، ص 677 - 678؛ الصحيح من السيرة للعاملي، ج 32، ص 213 نقلاً عن الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد، ج 12، ص 247.
6 ـ البداية والنهاية – الجزء الرابع. قصة الشاة المسمومة والبرهان الذي ظهر. ابن كثير. قد رواه رواه البخاري (2617) ومسلم (2190) كلاهما من طريق خالد بن الحارث، رواه الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه (رقم/3169): عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عن، وفي (المغازي) أيضا عن قتيبة كلاهما عن الليث به. ورواه البيهقي ن طريق عبد الملك بن أبي نضرة، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله نحو ذلك. رواه أبو داود، عن هارون بن عبد الله، عن سعيد بن سليمان به.
البداية والنهاية – الجزء الرابع. قصة الشاة المسمومة والبرهان الذي ظهر. ابن كثير.
7 ـ كفاية الأثر - الخزاز القمي - ص 160 – 162. امالي للشيخ الصدوق رض ص 120. عيون اخبار الرضا (ع) للشيخ الصدوق ج1ص220. وأخرجه النباطيّ البياضيّ في (الصراط المستقيم إلى مستحقّي التقديم 2 / 128). ولا يفوتك أنّ المراد من كلمة (مقتول) تعني القتلَ بالسُّمّ.
8 ـ شهادة الأئمة (ع) - جعفر البياتي - الصفحة ٩٥. منشورات المكتبة الشيعية. مناقب آل أبي طالب 2 / 51.
وصرّح بمثل ذلك أمين الإسلام الطبرسيّ في إعلام الورى بأعلام الهدى 2 / 131 ـ 132.
أقرأ ايضاً
- ماذا بعد لبنان / الجزء الأخير
- ماذا بعد لبنان / 2
- مراقبة المكالمات في الأجهزة النقالة بين حماية الأمن الشخصي والضرورة الإجرائية - الجزء الأول