- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
باقر جبر الزبيدي:القصيم منبع الارهاب السلفي الوهابي في المنطقة
بقلم:باقر جبر الزبيدي
تعتبر منطقة القصيم وعاصمتها بريدة احد المعاقل التاريخية للفكر السلفي الوهابي في الجزيرة العربية. وقد شهد الفكر السلفي التقليدي الوهابي تطورات مهمة منذ بداية الستينات انطلاقاً من منطقة القصيم بوصول وجبات من المدرسين والمعلمين السوريين والمصريين من كوادر واعضاء الاخوان المسلمين اللاجئين في المملكة في عهد الملك فيصل ومن اشهرهم محمد سرور بن نايف زين العابدين الاخواني السوري الاصل الذي انتقل من مدارس درعا السورية الى مدارس بريدة عاصمة القصيم والتي وفرت له بيئة سلفية حاضنة تفاعل معها بفكره الاخواني فنتج عنها ماعرف بالحركة السرورية في السبعينات والتي هي عبارة عن مزاوجه بين الفكر القطبي الاخواني والعقيدة الوهابية السلفية.
ومن الجدير بالذكر ان معظم الحركات المسلحة فيما عرف بالسلفية الجهادية والتي ظهرت بعد الربيع العربي هي حركات اما اخوانية او سلفية او سرورية كما هو الحال في الجيش الاسلامي وجيش المجاهدين وهما اكبر الفصائل المسلحة في العراق ويعتبر الشيخ السعودي ناصر العمر احد اقطاب السرورية و الوسيط بين الجيش الاسلامي و السلطات السعودية.
وقد استطاعت الحركة السرورية بناء وتربية جيل كامل من اليافعين والشباب السعودي في المدارس الحكومية وهي تربية لم تقتصر على الفكر انما تعدته الى التنظيم الحركي والذي لم يقتصر على القصيم بل انتقل الى باقي مناطق السعودية وجاءت ماعرف بالصحوة الاسلامية السلفية التي شهدتها السعودية نهاية السبعينات وبداية الثمانينات لتشكل رافعة للفكر السروري الاخواني والذي وجد الدعم والمساندة له في عهد الملك فهد بن عبد العزيز لاعتبارين يتعلق الاول بمواجهة افكار الثورة الاسلامية وتيارها المنطلق من ايران والثاني لدعم واسناد حركة الجهاد الافغاني في مواجهة الغزو السوفيتي للأفغانستان نهاية عام 1979 وهو موقف يشابه موقف الملك فيصل عندما سمح بالجوء الاخوان المسلمين المصريين ومن بعدهم السوريين لمواجهة عبد الناصر والانظمة اليسارية العربية من جهة ولاتخاذهم كادوات لنشر الفكر السلفي المنطلق من المملكة الى باقي دول العالم باعتبار السعودية دولة مصدرة للايدولوجيا كالاتحاد السوفيتي الماركسي والصين الشيوعية وسوريا والعراق البعثيتان.
وهنا لابد من الاشارة الى ان اهم منظري تيار الصحوة السلفي السعودي (الشيخ سلمان العودة) اتخذ من القصيم قاعدة ومرتكز لنشر الفكر الصحوي الى باقي مناطق المملكة.
ومن الجدير بالذكر ان الفريق خالد بن علي الحميدان رئيس الاستخبارات العامة السعودية الحالي (ونائبه اللواء احمد العسيري المتورط في قتل الخاشقجي) وهو من منطقة حائل شمال القصيم كان من الطلبة الذين تربوا على يد الاستاذة السوريين والمصريين الذين هيمنوا لعقود على التربية والتعليم في عموم السعودية وفي منطقة القصيم على وجه الدقة والتعيين.
باقر الزبيدي
أقرأ ايضاً
- توقعات باستهداف المنشآت النفطية في المنطقة والخوف من غليان أسعار النفط العالمي
- اهمية ربط خطوط سكك الحديد العراقية مع دول المنطقة
- التحول الاقتصادي في المنطقة نحو هجر عملة الدولار