بقلم:سالم مشكور
من الفائز في تشكيل الرئاسات الثلاث في العراق، إيران أم الولايات المتحدة؟. في العراق جدل وتكهنات نابعة من الواقع وليس الامنيات والأسف على الاستقلال والسيادة، وفي واشنطن أيضا هذا الجدل: صحيفة الواشنطن بوست قالت أن لا فائز واضحاً من الطرفين فيما جرى، فرد عليها السناتور الجمهوري ماركو روبيو في تغريدة على تويتر بالقول: "هذا ليس صحيحاً، فالفائز الواضح هو إيران وسليماني هو من رتّب هذه الصفقة". علّق على تغريدته مؤيداً ومزيداً وليد فارس الأميركي اللبناني، شديد العداء لمحور إيران والقريب من إدارة ترامب بالقول: إن الاعلام الأميركي المؤيد لإيران يحاول التعتيم على حقيقة ان ايران هي الفائز في تركيبة الحكم العراقية الجديدة برئاساتها الثلاث. هذا كله لا يعطي صورة عن الموقف الرسمي الأميركي لولا ما نقل عن وزير الخارجية الأميركي بومبيو من انه أعرب خلال تهنئة الرؤساء الجدد عن أمله بأن لا يسمحوا بتمادي النفوذ الإيراني، بما يؤكد أن ما جرى لا يحظى برضى واشنطن بل يثير قلقها، فيما عززت تصريحات إيرانية الصورة العامة للمواقف بالقول ان فوز الحلبوسي برئاسة البرلمان بعد ضربة لواشنطن، وهو ما أكده الأخير بافتتاح عمله بتوجيه دعوة لنظيره الإيراني لزيارة العراق.
لكن الجانب الإيراني لا يبدو متحمّساً للتصعيد ضد واشنطن عموما. دعكم من التصريحات الثورية التصعيدية التي يطلقها البعض من طهران. الصفقة التي يتحدث عنها السناتور رومبيو، دعمت فيها ايران وصول برهم صالح للرئاسة وهو من يملك علاقات واسعة في العاصمة الأميركية، وبإمكانه أن يلعب دورا مؤثراً في نقل رسائل إيجابية بين طهران وواشنطن، فضلا عن قدرته المفترضة على تحييد الساحة العراقية وحصولها على استثناء من العقوبات الأميركية على ايران والتي بات واضحاً انها تشكل ضررا اقتصاديا كبيراً على العراق أيضا، فالرجل، ومن مواقفه وأحاديثه السابقة، متحمّس لتطبيع علاقات العراق مع كل الدول خصوصا الجوار منها، وطبيعي أن لا يسعى الى اثارة حفيظة الجانب الأميركي وهو يعلم عواقب ذلك على العراق. رئيس الوزراء المكلّف عادل عبد المهدي ليس أقل دماثة وعقلانية وحرصاً على علاقات متوازنة للعراق مع الدول الاخرى خصوصاً صاحبة التأثير في أوضاعه الداخلية، وبالتالي فان هذا الثنائي المنسجم في تطلعاته ووعي لحاجات العراق، يمكنه أن يلعب دوراٍ
ايجابياً لمصلحة العراق، يصب في ذات الوقت في مصالح أطراف أخرى على رأسها إيران والولايات المتحدة، إذا أخذنا بالاعتبار أنهما مدعومان من كتل ذات علاقة مباشرة بالحشد الشعبي الذي هو مثار حساسية الجانب الأميركي.
مصلحتنا هي في قيادة عقلانية توازن بين مصالح العراق ومصالح الاخرين المؤثرين. هذا هو الواقع!!.
أقرأ ايضاً
- الانتخابات الأمريكية البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الاعظم
- التكتيكات الإيرانيّة تُربِك منظومة الدفاعات الصهيو-أميركيّة
- الإجازات القرآنية ثقافة أم إلزام؟