- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
جريمة تنشيف الاهوار وجريمة محاولة ملئها الان
بقلم:صباح حسن عبد الامير
الاهوار لها تاريخ عريق في القدم وكان الخبير المائي الانكليزي وليم ويلكوكس اعتبرها بقايا مكان جنة عدن و مصايف الممالك السابقة و خبراء مجلس الاعمار في الاربعينيات حاولوا الاستفادة من مياهها في حصر زراعة الشلب في مناطقها في سوق الشيوخ، كما استعانوا بالاهوار في صد موجات الفيضان و خزنها فيه، بدأت أول محاولات تحجيم هذا المنشأ الحيوي الطبيعي مع معارك الحرب الاسرانية العراقية (1980 – 1988) بأشاء السدة الترابية في الحدود المشتركة بين ايران و العراق للسيطرة على امن المنطقة من تسلل الجيش الايراني او ثوار الاهوار و صارت الدولتين ايران و العراق بنصب مضخات لدفع المياه عبر الحواجزالترابية نحو الاخر لاغراق مناطق تواجد الجيش لكليهما.
لكن في الفترة (1994- 1998) فكرت الدولة العراقية بتجفيف الاهوار مستندين على الدراسة الروسية (رغم ان الدراسة تدعوا لتخفيض مناسيب الاهور و حصرها في المناطق العميقة من الهور) و السيطرة عليها بواسطة سدتي الهندية و الكوت وقتها تشكل فريق من سدة الهندية قامت باجراء التصاريف المائية لهور الحويزة و الحمار لمدة شهر كامل تاخذ تصاريف الاهواركل 6 ساعات اعتمادا على موجات المد و الجزر و تخفيض مناسيب السدتين وقتها و من خلال دراسة المناسيب و التصاريف خلال شهر استنتجت الدراسة ان الاهوار تتغذى بمصدرين رئيسيين الاول موجات المد و الجزر من الخليج العربي و تاثيرها (40 – 50 %) من التغذية المائية (المالحة) و هو ما نسميه اليوم ب (اللسان الملحي).
و الثاني من أمدادات المياه (الحلوه) لنهري دجلة و الفرات (بنفس النسبة السايقة) و تبين كذلك من الدراسة ان انحسار الماء بعد موجه الجزر و بفعل اختلاف التراكيز الملحية للمياه تسحب المياه الحلوة من الاهوار الى شط العرب و تشكل حلا طبيعيا لتخفيض ملوحة شط العرب و بهذا لا يظهر تاثير اللسان الملحي اليوم (اظافة لما ينقله الكارون و الكرخة و باقي اللافرع الثانوية من ايران في تحلية مياه شط العرب).
و بعد السيطرة على كميات مياه النهرين من السدتين و تقسيم الاهوار الى عدة انهر ونواظم قاطعة و عبر ثلاث مراحل:
1- عملية تكتيف الانهار (موقع العملية غرب دجلة في محافظة العمارة) و شملت عملية قطع عشرات من الجداول و الانهر المتفرعة من الانهار الثلاثة الفرعية و هي البتيرة و المجر الكبير و التي تصب تفرعاتها في هور العمارة (ابو كلام)
2- أنشاء السدود و تشتمل على نوعين من السداد، أنشاء سدتين نرابيتين بشكل قناةصناعية تبدا ناحية السلام غرب دجلة فالعدل ثم قرية ابو صبور بعرض للقناة يتجاوز الالف متر و بعدها يصل عرضها الى 2000 متر في قرية ابو صبور لتتجه جنوبا الى قرية بني منصور في القرنة لتصب في نهر الفرات و الغرض منه قطع و سحب جميع مياه الروافد الفرعية التي تصب في هور العمارة، وأنشاء سداد ترابية محاولة لتقسيم مساحة الاهوار الى مساحات صغيرة بسهل التعامل معها من حيث سرعة تبخيرها او سحب المياه فضلا عنقطع مصادر تغذيتها و قد أستخدم هذا الاسلوب في جميع مناطق الاهوار.
3- تحويل نهر الفرات الى المصب العام حيث الاخير في الذراع الشمالي لخور الزبير و ذلك لغرض التقليل من عملية التغذية نهر الفرات لهور الحمار اذ توجد عدة مغذيات لهور الحمار الواقع جنوب الفرات في ارض اكثر انخفاضا منه و من هذه المغذيات لهور الحمار الواقع جنوب الفرات في ارض اكثر انخفاضا منه ومنها مغذيات كرمة بني سعيد و ام نخلة و الحفار
(عن دراسة بيئية مورفولوجية لاعوار جنوب العراق – أيمن عبد اللطيف كويس الربيعي)
وبهذا تم تنشيف الاهوار الى اقل من 7% و أعتبر أنجازا فنيا و عسكريا كبير نال مفكري و مصممي هذا المشروع انواطشجاعة و حوافز مالية ضخمة... من هذا الوقت بدأ تلوث مياه شط العرب و البصرة و بدأ اللسان الملحي بالظهور و التاثير على سكان البصرة ونشأت فكرة نهر البدعة و محطات الارو نهاية التسعينيات.......................
الاثر الذي تركته هذه العملية او الجريمة المنكرة الى ارتفاع في درجات حرارة مناطق التجفيف و ارتفع معدلات كاربونات الكالسيوم caco3 نظرا لانكشاف الطبقات الحاوية لحجر الكلس و الذي يعتبر اليوم احد الملوثات، و اتفاع قيم التوصيل الكهربائي Ec لمياه المنطقة نتيجة تركز الاملاح في المياه نتيجة التبخر و حامضية التربة والمياه ph و ارتفاع نسب المياه العضوية (O.M) بمعدلات عالية نتيجة تفسخ بقايا القصب و البردي و نفوق الحيوانات و هنلك امر مهم ايظا هو توقف تقدم دلتا العراق باتجاه البحر نتيجة هذا التجفيف (كانت دلتا العراق في العصور القديمة تتقدم نحو الخليج بمعدل 4.8 كم كل 100 سنة ثم أصبحت تتقدم بمعدل 2.4كم كل 100سنة و بأت تقل الى ارقام أنى بعد تجفيف الاهوار و زيادة السدود و السدات في منطق العراق – أياد عبد علي الشمري -)
ما محاولة اعادة الامر الى ماكان عليه لاهوار العراق فهي جريمة اخرى بعد ملاحظة قلة الايرادات المائيو و سنوات الجفاف الحالية و قد قامت وزارة الموارد المائية بضخ كميات من المياه الى الاهوار من الخزين الاستراتيجي في السدود لم تضف لمناسيب الاهوار شيئا و لكنها قللت كثيرا من الخزين بدأت تظهر مغالمه الان
ان الاهوار و مياها هوسفر طويل ونراكم سنين من الفيضانات و المياه العالية المناسيب في السنوات المنصرمة لا يمكن نعويضها اليوم بسرعة بل تحتاج الى سنوات عديدة قد تطول او تقصر تعتمد على المناخ و الامطار و السيول القادمة من وديان العراق و ايران و يحتاج الى صبر و تأني و حكم قوي يقدم الاوليات على الامور الثانوية........
أقرأ ايضاً
- جغرافية الجريمة
- الانتخابات الأمريكية البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الاعظم
- اكذوبة سردية حقوق الانسان