بقلم:د. غالب الدعمي
منذ الانتخابات ولغاية اليوم نسمع عن حوادث تهديدات وأغتيالات طالت مجموعة من الضباط من أبناء عشيرة خزرج الشيعية وبعض وجهائها، والروايات كثيرة بعضها تقول: إن عصائب أهل الحق هي من تقف خلف هذه الإغتيالات بحسب ما تناقلته بعض الفضائيات الذي نفاه المتحدث باسمها جملة وتفصيلا ويقول: إن الحكومة هي من يتساهل في وجود السلاح خارج سيطرتها، وعليها هي من يتحمل النتائج كلها، ومن داخل العصائب هناك من يؤكد أن منضوين في الحشد هم من أجج الموقف لكن لا نستطيع الإعلان عن أسمائهم لحراجة الموقف، كونهم ينتمون لأحدى فصائل الحشد الشعبي، كما تشير بعض المصادر القريبة من الحدث أن الدوريات كانت مشتركة من بعض فصائل الحشد الشعبي، لكن الذي نفذ عملية القتل والاختطاف ليس من حركة العصائب من دون أن يتمكنوا من التصريح باسمائهم.
شيوخ خزرج لهم رأي آخر ويشيرون إلى أن سبب ذلك يتصل بترشح أحد أبنائهم مع إحدى القوائم في محافظة صلاح الدين، وحاولت بعض الجهات الفاعلة على الأرض من الضغط على العشيرة لأجل عدول مرشحها من الاستمرار في الترشيح، لكن هذه العشيرة أصرت في بقاءه من ضمن قائمة سنية الذي حصد أكثر من ستة آلاف صوت، كما أن هناك صراع بشأن أراض حكومية وبحيرات لها مدخلية أخرى من تأجيج الصراع، ومع مرور الوقت تفاقم الوضع بين بعض أعضاء ينضوون تحت عنوان الحشد الشعبي وهذه العشيرة حتى تطور إلى حصول عمليات قتل بحق عدد من ابنائها، وقائممقام الدجيل وفي لقاء عبر شاشة قناة العراقية الحكومية لم يستطع الإجابة بشكل دقيق عن الأحداث إلا أنه قال: هناك سيارات نوع (سلفادور) عسكرية من دون أرقام أوقفت موكب عزاء لأبناء عشيرة خزرج قادماً من النجف واختطفوا اثنين من شيوخها لكن هذه السيارات اختفت تماماً ولا نعرف اين وجهتها، وكان مرتكباً في أجوبته وكأنه يخشى التقرب من تفاصيل يعرفها جيداً لكنه يخشى ذكرها، وقائد عمليات صلاح الدين يقول: إن عمليات القتل هي جنائية وليست سياسية أو إرهابية.
أن ما جرى في قضاء الدجيل يؤسس لحالة جديدة بين الحشد كمؤسسة وبين الناس وسترسم هذه صورة مغايرة للصورة التي رسمها الحشد الشعبي في عيون الشعب لدى دفاعهم عن العراق وايقافهم زحف الإرهاب وستعيد بناء صورة جديدة، وكانت تباشيرها بإخلاء مقر الحشد الشعبي في مركز قضاء الدجيل بمباركة شعبية، وبدأت تظهر اصوات مماثلة في مناطق أخرى تطالب بمغادرة الحشد الشعبي في أسرع وقت، ولم يعودوا بحاجة لهم عازين ذلك لتصرفات فردية وتجاوزات من بعض أفراد الحشد الشعبي بحق السكان المحليين.
موقف الحكومة كما يبدو يمكن استقراءه من موقف قناة العراقية التي تناولت الأحداث بشكل حيادي في ظاهِره لكنها وضعت نقاط عديدة جعلت المجتمع يتعاطف من الضحايا الذين سقطوا من قبيلة خزرج الشيعية على أيدي عناصر مجهولة بحسب التقارير الرسيمة، في حين كان دفاع حركة عصائب أهل الحق عن موقفها ضعيفاً جداً، ولم يرتق إلى موسسة تعمل في إعداد إعلام فاعل لها يستطيع الدفاع عن مواقفها، والحال ينسحب على إعلام الحشد الشعبي الذي لم يستطع مقارعة ما بثته القنوات المحلية والعربية بشأن هذه الأحداث وخسرت كثيرأ من الرأي العام الذي كان يقف معها، لذا أنها دعوة للمراجعة ومغادرة المواقف الإرتجالية التي باتت منهجاً لمؤسساتنا في العراق. أنها وجهة نظر إذا كانت تستحق التأمل فتأملوها وان كانت لا تستحق فتجاهلوها.
أقرأ ايضاً
- الأحداث المتشردون.. ثنائية الضحايا والجنوح
- هل يجب على "مراجع الدين" متابعة الأحداث السياسية ؟
- قراءات وخفايا من حوار تلفزيوني