- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
المرجعية الدينية العليا تستنهض الهمم
بقلم:حسين فرحان
مالذي أقض مضاجعكم فخرجتم لاتلوون على شيء ؟ تتظاهرون، تصرخون، تطالبون، مالذي أخرجكم ؟ وماذا تريدون ؟
الماء العذب.. او على الاقل الصالح للاستهلاك البشري وإن لم يكن عذبا ؟
ام الكهرباء.. ولو بما يكفي لأن تغفى الأعين دون أن يؤرقها حر الصيف اللاهب ؟
هل تبحثون عن فرص العمل.. الحكومي او الخاص ولو بما يسد رمق أسرة لاتطلب سوى قوت يومها ؟
وبعد.... هل تطالبون بتبليط وتشجير وشيء مما يسر الناظرين ويقطع سبيل الغبار الملازم لحياتكم ؟
هل عقدتم الامل بنظرة مالية حكومية لاتقربكم من اهل الامتيازات ولكن على الاقل تكفي لتسديد ما بذمتكم لصاحب الاسواق الذي دون أسمائكم في سجلاته المنتفخة الحبلى بما في ذمتكم ؟.
هل تبحثون عمن يقرضكم من أموالكم المكدسة في مصارفكم دون أن يثقل ظهوركم بالربا و بفوائد كفار قريش ؟
هل اصبحتم تستجدون عطف من انتشلتموه من بؤسه وفقره بأصابعكم وجعلتموه حاكما آمرا ناهيا بعد أن كان نكرة لاتعرف فانكركم وتخاذل عنكم ثم طغى وطغى وطغى حد الامتلاء والانتفاخ ولربما ردد مقولة فرعون خلسة دون أن تشعروا به ؟.
هل تبحثون بين الاشهر عن شهر لا ينفد فيه الراتب في يومه الخامس او السادس ؟
هل تريدون لأبنائكم أن يكفوا عن التذمر من ضيق التنفس في صفوف مدارسهم التي تضم الخمسين والستين والسبعين طالبا تحت سقف واحد ؟
كلنا نعلم أنها مطالبكم، تغافلنا عن ذكر المئات غيرها دون قصد التغافل او التجاهل فمطالبكم بعدد همومكم وهمومكم استرسلت وتراكمت ؟
وليس من الانصاف أن تتركوا مطالبكم وليس من العدل أن تقابلوا بالجفاء والأذن الصماء.
مطالبكم مشروعة، فهي مطالبة بالعيش الكريم ليس الا، بل هي دون استحقاقكم كشعب صبت عليه مصائب لو أنها.....
نتأسى بالزهراء وأبيها وبعلها وبنيها..
الان وبعد أن انتفضتم الاترون ضرورة ان تكون الهمم عالية وترفعون سقف المطالب ؟
مطالبكم.. هل ارتقت الى مستوى الاصلاح الشامل ؟ ام أنكم ستنتظرون حلولا آنية ترقيعية ؟
تطفيء جمرة الغيض وتعيدكم الى سنوات جديدة من التمني ؟
إنكم بحق بحاجة الى حمزة القادم من عمق الحكمة يستنقذكم من ذئاب قريش من المسوفين والمماطلين ؟
لم يدم الامر طويلا.. فأول الغيث (المرجعية العليا تتضامن وتؤيد المطالب المشروعة) كانت تراقب الحدث وترى أن مطالبكم ستضيع وأن تظاهراتكم ستسرق، وهي تنتظر منكم أن تكون لكم همة أعلى في مطالب أكثر عمقا وأعظم تأثيرا.
المندسون بدأوا بمرحلة العبث وركوب الموجة، والحكومة عطار عاجز عن اصلاح ما افسد الدهر، والالسن الطوال صارت تنال من المقدسات...
هنا نبض العرق الهاشمي وانتفضت روح الاصلاح السيستانية كما انتفضت ضد رايات الضلالة السوداء ليعلن مطالب الهمة العالية التي تقتلع الباطل من جذوره وتقلب الطاولة على رأس كل فاسد وتحول بين استهتار الحاكمين وبين اولئك المساكين الشعث الغبر المطالبين بالماء الحلو والكهرباء وبسائر طلباتهم البسيطة النابعة من قناعتهم وبؤسهم وفقرهم.
فارتقى المرجع الاعلى بمطالب هذا الشعب نحو الاعلى ولم يكتفي بالجزئيات وهذا من علو الهمة الذي عرف به .
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ الله يحبّ معالي الأمور وأشرافَها، ويكره سَفَاسِفَهَا"
و عن امير المؤمنين عليه السلام: "واصرفوا همتكم بالتقرّب إلى الله"
ولا شك أن مما يتقرب به الى الله هو الاصلاح الذي تبناه السيد المرجع دام ظله.
وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم.
وهذا ما سمعناه وقرأناه في خطبة المرجعية الدينية العليا في 13 ذو القعدة 1439 هـ الموافق 27/07/2018 م.
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- المرجعية وخط المواجهة مع المخدرات
- ثورة الحسين (ع) في كربلاء.. ابعادها الدينية والسياسية والانسانية والاعلامية والقيادة والتضحية والفداء والخلود