حسن علي كريم

اتذكر منذ اكثر من ثلاثين عام وعند قدومنا الى كلية التربية الرياضية في جامعة بغداد... لم تغادر مخيلتي صورة التعالي والاستهزاء والاستخفاف التي استُقْبلنا بها من قبل طلبة المرحلة الثالثة والرابعة باعتبارنا طلبة جدد او (مستجدين) فكانت البداية للطالب الجديد مؤطرة بالتردد والاحباط...وهذه العبارة غالباً ما تسمعها في كل مكونات المجتمع..وما يزيد الوصف عمقاً اننا طلاب محافظات... وهذه الحالة في الدراسة الثانوية أيضاً لا بل شاهدتها في كل المؤسسات..في الجيش...والمشكلة الأكثر تعقيداً انك عندما تصل الى تلك المراحل المتقدمة لا تستطيع إلا ان تشعر نفس الشعور الذي كنت تنتقده ونفس السلوك.... ويبدو انها حالة عامة في المجمع العراقي... صاحب الشهادة الأكاديمية الأعلى يجد نفسه اكثر رفعةً من الآخرين وصاحب المنصب الأعلى هو اعلى من الآخرين لا بل حتى يصل التفاخر بسنين الخدمة الوظيفية... وعكس ذلك لاحظناه عند المجتمعات التي لا تعاني عقد التمييز... فعندما تتكلم معه يحاول قدر ما يستطيع ان يراعي مشاعرك ويكون بأعلى مستوى اللطف بحيث عندما تخبره انك قد لا تستطيع إيصال الفكرة له بسبب التعبير او اللغة يجيبك ان لغتك جيدة جداً.... والسؤال المحيّر اذا نحن بمستوى التكامل والرقي لماذا بلدنا يكون بهذا المستوى ؟... اذاً المشكلة اجتماعية نفسية بالأساس ماجعل الانانية العنوان الابرز لإدارة البلد فاعتقد كل فرد هو الوطن ومصلحته هي مصلحة الوطن...