علي حسين الخباز
دوى انفجار كبير وسط مدينة بغداد، هرع الناس بسرعة الى العمارة السكنية التي انشقت نصفين إثر العصف، نصف تحول الى أنقاض، والنصف الآخر بقى معلقاً في الفضاء والنار تشتعل في طابقها الارضي.. صرخت النساء وبكى الاطفال مذعورين، والنار تلتهم أهاليهم، الناس تعمل بحماس لإنقاذ المطمورين تحت ركام البناية، وهم يلعنون الارهاب وأهله، ويتساءلون: ما ذنب هؤلاء الناس؟ وفجأة تحولت انظار الناس الى سطح شقة من الشقق المعلقة، حيث شاهدوا طفلة مرعوبة تبكي، وهي تنظر من الطابق العلوي الى الارض، وتستغيث بالناس لإنقاذها.
حاول رجال الإطفاء أن يهدِّئوا من خوفها، وهم قلقون عليها مخافة أن ترمي نفسها الى الارض، فشلت محاولة صعود رجال الاطفاء اليها، فالنار في الطابق الارضي شديدة، وعليهم أولاً أن يخمدوا النار؛ كي يستطيعوا الصعود اليها.
وبعد عدة محاولات نجحوا، لكن المفاجأة التي اذهلت الناس انها اختفت فجأة، والجميع يسأل: اين ذهبت..؟ لاشك انها مرعوبة من رجال الإطفاء، وبعد برهة من الصمت والترقب، ظهرت الطفلة وهي تحمل في يديها دمية، يسألها رجل الإطفاء: اين كنت؟ فتجيبه ببراءة: ذهبت لأنقذ حياة ابني، وهي تشير الى الدمية.. هذا امير ابني، حين يكبر سيذهب مع رجال الدفاع المقدس ليقتل الإرهابيين.. ليعيش الناس بأمان.