سامي جواد كاظم
الاجماع على ان هنالك احاديث غير صحيحة منسوبة لائمة الشيعة عليهم السلام بل حتى لرسول الله صلى الله عليه واله امر مفروغ منه ولربما هنالك فرقة واحدة تغالي بصحة جميع الاحاديث وهذا بحث اخر.
ولكن تنقيح الاحاديث هو مطلب بحد ذاته عقلي ولكن مفرداته ومستلزمات وسبل نجاحه هذا هو المطلوب، فالبعض ممن يرى نفسه مثقف (جدا) ينتقي بعض الاحاديث الضعيفة من وجهة نظره ليستشهد فيها في نقد التراث الاسلامي، وهنا السؤال من هو الذي له الحق في اثارة الموضوع وتنقيح الموضوع ؟
فبدلا من النقد والاستشهاد بالضعيف ان صح هو ضعيف فالافضل ان يتصدى لمن له علاقة بالاحاديث كل حسب تخصصه ويعمل وفق ما يتوصل اليه من صحة حديث وترك الضعيف اي لا يلغى بل لا يعمل به، فالمؤرخ له حق البحث والاستنتاج من خلال المقارنة بين الروايات التاريخية للوصول الى ما يراه صحيحا، والفقيه له كامل الحق بان يتحدث عن الموضوع في الحديث وكيفية تشخيصه ومعالجته وفق اسلوب علمي حديثي بحت ليصبح حديثه منطقيا ومعقولا عندما يتصدى للتنقيح.
اما يظهر لنا من يتحدث وفق المعقول واللامعقول حسب عقله دون معرفة مباني علوم التاريخ او الحديث او الفقه فهذا يكون رايه متروك، وان كان هنالك اجندة محترفة من هذا النمط غايتها تشكيك الشباب بتراث الاسلام فترى من انطوت عليه المؤامرة يتكلم باستهزاء عن بعض المفاهيم الاسلامية المستنبطة من الروايات التاريخية.
لا عجب عندما يتضح لنا بعض المسلمات التي كنا نعتقد بها انها صحيحة اصبحت مشكوك فيها، كما وان هنالك احاديث قد نراها غير سليمة فلا يجوز اهمالها او الغائها بل لا يعمل بها لان هنالك مستجدات ستظهر مستقبلا تغير الرؤيا لهذه الاحاديث، اما نبذ كل التراث الاسلامي بحجة الدخيل والموضوع فهذه حماقة اصلا يكون ايمان النابذ ضعيف او معدوم ولا يبوح به الا عندما وجد الذريعة لذلك.
هنالك ممن يدعي تجديد التراث الاسلامي يخوض في هذا المضمار ومستوى تفكيره صفر على الشمال، الا انه يتلاعب بمفردات الرواية لغويا مع مقارنتها برواية اخرى ليستدل على ضعف الروايتين ومثل هؤلاء غايتهم ليس التنقيح بل التسقيط ولو انه يريد حقا ان ينقح فالاحرى به ان يخوض العلوم الخاصة بذلك او الاستفسار من اهل الاختصاص فيما يشك به.
ومن سخريات القدر ان البعض منهم يستشهد بتصرفات واقوال حكم الدولة الاموية مثلا يزيد بن عبد الملك (سكير بامتياز) لينتقد الحاكمية الاسلامية او يستشهد بالرواة الضعفاء او الغلاة حتى يدعم رؤيته بالطعن بالاسلام، ولو سالته ماذا درست عن تراث الاسلام ستجده لاشيء او انه درس القشور واعتبر نفسه ضليع بذلك، ومثل هذه الامور تعج بها كتب مدعي التنوير والتجديد
اصحاب الاختصاص لهم الحق والبحث وطرح رؤيتهم مستدلا باستدلالات علمية ومنطقية دون الطعن بالاخر فتكون رؤيته محل احترام حتى وان كان يشوبها الغموض او مجانبتها للحقيقة
في كتاب نقد العقل الشيعي يثير مؤلفه راي الا وهو ان المجتهد غير معصوم ولربما تصدر منه فتوى تتاثر بمزاجه، ونقول ما الغاية من ذلك ولماذا ابتدات الكلام ؟ فهل هنالك من اصر على عصمتهم ؟ ولك الحق ايها المؤلف ان لا تلتزم بما يدعيه المجتهد فانه لا يرغمك على ذلك وفي نفس الوقت لك الحق الاستفسار عن كيفية صدور الفتوى.
الخوض في هكذا مجال يكون غير سليم ان لم يبدا بالعمل الصحيح وفق الاسس الصحيحة حتى يكون الطرح صحيح لغاية صحيحة